إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: ملأ الله قبورهم وبيوتهم نارًا

          6396- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى) أبو موسى العَنَزِيُّ الحافظ(1) قال: (حَدَّثَنَا الأَنْصَارِيُّ) هو محمَّد بن عبد الله قاضِي البصرة _شيخ البخاريِّ، روى عنه بالواسطةِ_ قال: (حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ) الأزديُّ مَولاهم الحافظ قال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ) أبو بكرٍ أحدُ الأعلام قال: (حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ) بفتح العين وكسر الموحدة، السَّلمانيُّ بن عَمرٍو، وقيل: عَبيدة بن قيسٍ الكوفيُّ، أحدُ الأئمَّة(2)، أسلمَ في حياة النَّبيِّ صلعم قال: (حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ☺ ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلعم يَوْمَ الخَنْدَقِ) وهي غزوة الأحزاب (فَقَالَ: مَلَأَ اللهُ قُبُورَهُمْ) أمواتًا (وَبُيُوتَهُمْ) أحياءً (نَارًا، كَمَا شَغَلُونَا عَنْ صَلَاةِ الوُسْطَى) ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: ”عن الصَّلاة الوسطى“ (حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ، وَهْيَ صَلَاةُ العَصْرِ) وفي مسلمٍ من رواية أبي أسامة، ومن رواية المعتمر بنِ سليمان، ومن رواية يحيى بنِ سعيدٍ، ثلاثتهم عن هشامٍ: «شغلونَا عنِ الصَّلاة الوسطى صلاة العصرِ» وأخرج أيضًا من حديثِ حذيفة مرفوعًا: «شغلُونَا عن صلَاةِ العصرِ» وهذا ظاهرٌ في أنَّ قوله: «وهي صلاة العصر» من نفس الحديث، وهو يردُّ على قوله في «الكواكب»: إنَّه هنا مدرجٌ في الخبر من قول بعض الرُّواة على ما لا يخفى، وهشام ابن حسَّانٍ وإن تُكُلِّمَ فيه من قبلِ حفظه فقد صرَّح غيرُ واحدٍ / بأنَّه ثَبْتٌ في محمَّد بن سيرين حتَّى قال سعيدُ بن أبي عَرُوبة: ما كان أحدٌ أحفظَ عن ابنِ سيرين من هشام بن حسَّان. وقال يحيى القطَّان: هشام بن حسَّانٍ ثقةٌ في محمَّد بن سيرين.
          والحديثُ سبقَ في «غزوة الخندق» [خ¦4111].


[1] في (د): «الحافظ العنزي».
[2] في (ع): «الأعلام».