إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة أو أشد

          6372- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ) بن واقدٍ الفريابيُّ قال: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ) الثَّوريُّ (عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ ♦ ) / أنَّها (قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صلعم : اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا المَدِينَةَ) طَيبة، وسبب ذلك أنَّه صلعم لَمَّا قدم المدينة كانت أوبأ أرضِ الله، ووُعك أبو بكرٍ وبلالٌ ☻ ، قالتْ عائشة: دخلتُ عليهما، فقلت: يا أبتِ كيف تجدُك، ويا بلالُ كيف تجدُك؟ وكان أبو بكرٍ إذا أخذتْهُ الحمَّى يقول:
كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ فِي أَهْلِهِ                     وَالمَوْتُ أَدْنَى مِن شِرَاكِ نَعْلِهِ
          وكان بلال إذا أقلعَ عنه الحمَّى يرفع عقيرتَهُ، فيقول:
أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيلَةً                     بِوَادٍ وَحَوْلِي إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ
وَهَلْ أَرِدَنْ يَوْمًا مِيَاهَ مَجَنَّةٍ                     وَهَل يَبْدُوَنْ لِي شَامَةٌ وَطَفِيلُ
فجئت رسولَ الله صلعم فأخبرتُه، فقال: «اللَّهمَّ حبِّب إلينا المدينة» (كَمَا حَبَّبْتَ إِلَيْنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ) حبًّا من حبِّنا لمكَّة (وَانْقُلْ حُمَّاهَا إِلَى الجُحْفَةِ) بضم الجيم وسكون المهملة، ميقاتُ مصر، وكانت مسكن يهود، فنُقلت إليها (اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي مُدِّنَا وَصَاعِنَا) يريد كثرةَ الأقواتِ من الثِّمار والغلَّات.
          والحديثُ سبق في «فضائل المدينة» [خ¦1889].