إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي اللهم ارحمني

          6339- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ) بن قعنبٍ الحارثيُّ القعنبيُّ (عَنْ مَالِكٍ) الإمام (عَنْ أَبِي الزِّنَادِ) عبد الله بنِ ذكوان (عَنِ الأَعْرَجِ) عبد الرَّحمن بن هرمزٍ (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ☺ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم قَالَ: لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ) لأنَّ هذا التَّعليق صورته صورةُ الاستغناءِ عن المطلوبِ والمطلوب منه، وقوله: «إنْ شئتَ» ثبتَ في رواية أبي ذرٍّ عن الحَمُّويي في الأولى، وأمَّا في الثَّانية فثابتةٌ(1) اتِّفاقًا، وزاد في رواية همَّام عن أبي هريرة في «كتاب التَّوحيد» [خ¦7477] «اللَّهمَّ ارزُقْني إنْ شئتَ» (لِيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ) ولا يقلْ: إن شئت كالمستثني، فلو قال ذلك للتَّبرُّك لا للاستثناء فلا يكرهُ (فَإِنَّهُ لَا مُكْرِهَ لَهُ) تعالى، وهل النَّهي للتَّحريم أو للتَّنزيه(2) خلافٌ، وحمَّله النَّوويُّ على الثَّاني.
          والحديثُ أخرجهُ‼ أبو داود في «الصَّلاة»، والتِّرمذيُّ في «الدَّعوات».


[1] في (ب) و(س): «فثابت».
[2] في (ص): «التنزيه».