إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: إذا أردت مضجعك فقل: اللهم أسلمت نفسي إليك

          6313- وبه قال: (حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ) بفتح الراء وكسر الموحدة، و”سعْد“ في الفرع بسكون العين، والَّذي في «اليونينيَّة» وهو(1) الصَّواب(2): ”سعيد“ بكسرها ثمَّ تحتية، البصريُّ (وَمُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ) بفتح فسكون ففتح مهملات (قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بن الحجَّاج (عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ) عَمرو بن عبد الله السَّبيعيِّ، أنَّه (سَمِعَ) ولأبي ذرٍّ: ”سمعتُ“ (البَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ) ☺ (أَنَّ النَّبِيَّ صلعم أَمَرَ رَجُلًا) زاد أحمد: «من الأنصارِ» قال البخاريُّ: (وَحَدَّثَنَا آدَمُ) بن أبي إياسٍ قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بن الحجَّاج قال: (حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ) عَمرو بن عبد الله (الهَمْدَانِيُّ) بفتح الهاء وسكون الميم بعدها دال مهملة، السَّبيعيُّ (عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ) ☺ (3) ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي ”عن أبي إسحاق: سمعتُ البراء بن عازبٍ(4)“. قال في «الفتح»: والأوَّل أصوب، وإلَّا لكان موافقًا للرِّواية الأولى من كلِّ وجهٍ (أَنَّ النَّبِيَّ صلعم أَوْصَى رَجُلًا) هو البراء راوي الحديث (فَقَالَ: إِذَا أَرَدْتَ مَضْجَعَكَ فَقُلِ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ) جعلتها منقادةً لك (وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ) لتتولَّى صلاحه (وَوَجَّهْتُ وَجْهِي) أي: ذاتي (إِلَيْكَ) وهذه ليست في الرِّواية السَّابقة في الباب قبل هذا [خ¦6311] (وَأَلْجَأْتُ) أسندتُ (ظَهْرِي إِلَيْكَ) قال في «شرح المشكاة»: في(5) قوله: «أسلمتُ نفسي إليك» إشارة إلى أنَّ جوارحَه مُنْقادة(6) لله تعالى في أوامره ونواهيه، وقوله: «وجَّهتُ وجهي إليك» إلى أنَّ ذاته مُخْلَصة له تعالى بريئةٌ من النِّفاق، «وفوَّضت» إلى أنَّ أموره الخارجة والدَّاخلة مفوَّضةٌ إليه لا مدبِّر لها غيره، «وألجأتُ» بعد قوله: «وفُوَّضت» تفويض أموره الَّتي هو مفتقرٌ إليها وبها معاشه(7) وعليها مدارُ أمره (رَغبَةً وَرَهبَةً إِلَيكَ) منصوبان على المفعول له على طريقة اللَّف والنَّشر، أي: فوَّضت أمري إليك رغبةً، وألجأت ظهري من المكاره والشَّدائد إليك رهبةً منك؛ لأنَّه (لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا) بالقصر فيهما في الفرع كأصله للازدواج (مِنْكَ) إلى أحدٍ (إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ) القرآن المستلزم الإيمان به الإيمان بسائر الكتب السَّماويَّة(8) (الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مُتَّ) من ليلتك (مُتَّ عَلَى الفِطْرَةِ) الإسلاميَّة.
          وسبق هذا(9) الحديث قريبًا [خ¦6311] وفي «الوضوء» [خ¦247].


[1] قوله: «والذي في اليونينية وهو»: ليس في (ع) و(د).
[2] في (د): «والصواب».
[3] قوله: «أن النبي صلعم ... عن البراء بن عازب ☺»: سقطت هنا من (ع) و(د) وجاءت بعد نقل قول الحافظ من «الفتح» على النحو التالي: (أن النبي صلعم أمر رجلًا ح وحدثنا آدم) بن أبي إياس قال: (حدثنا شعبة) بن الحجاج قال: (حدثنا أبو إسحاق) عمرو السابق (الهمداني) بسكون الميم (عن البراء بن عازب أن النبي صلعم ).
[4] في (د): «ولأبي ذر عن الحَمُّويي سمعت البراء».
[5] «في»: ليست في (د).
[6] في (ع) و(د): «تنقاد».
[7] في (ع): «معايشه».
[8] في (ع) و(د): «السالفة».
[9] «هذا»: ليست في (ع) و(ص) و(د).