إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: رأيت رسول الله في المسجد مستلقيًا

          6287- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ) المدينيُّ قال: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ) بن عُيينة قال: (حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ) محمَّد بن مسلم ابنِ شهابٍ (قَالَ: أَخْبَرَنِي) بالإفراد (عَبَّادُ بْنُ تَمِيمٍ) بفتح العين والموحدة المشددة، المازنيُّ الأنصاريُّ / (عَنْ عَمِّهِ‼) عبد الله بن زيدٍ الأنصاريِّ ☺ ، أنَّه (قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلعم فِي المَسْجِدِ) حال كونهِ (مُسْتَلْقِيًا) على قفاهُ، حال كونه (وَاضِعًا إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى) فيه _كما قال الخطابيُّ_: أنَّ النَّهي الوارد _في مسلمٍ_ عن ذلك منسوخٌ، أو محمولٌ على أنَّه حيث يخشى أن تبدو العورة، والجوازُ حيث يُؤمن ذلك، ورجَّح الثَّاني إذ النَّسخ لا يثبتُ بالاحتمال، وعلى هذا فيُجمعُ بينهما بما ذُكر، وجزمَ به البغويُّ والبيهقيُّ وغيرهما، والظَّاهر أنَّ فعله صلعم كان لبيان الجواز وكان في وقت الاستراحةِ لا عند مجتمعِ النَّاس لِما عُرف من عادتهِ صلعم من الجلوس بينهم بالوقار التَّامِّ. وعند البيهقيِّ عن محمَّد ابن نوفل: أنَّه رأى أسامة بن زيدٍ في مسجدِ رسولِ الله صلعم مضطجعًا إحدى رجليهِ على الأخرى.
          والحديثُ سبق في «أبواب المساجد» [خ¦475] وفي آخر(1) «اللِّباس» [خ¦5969]، وأخرجه مسلمٌ في «اللِّباس» أيضًا وأبو داود والتِّرمذيُّ.


[1] في (ص) و(د): «أواخر».