إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب: السلام اسم من أسماء الله تعالى

          ░3▒ هذا (بابٌ) بالتَّنوين: (السَّلَامُ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللهِ تَعَالَى: {وَإِذَا حُيِّيْتُم}) أي: سُلِّم عليكم، فإنَّ التَّحية في ديننا بالسَّلام في الدَّارين، فسلِّموا على أنفسكم تحيَّةً من عند الله {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ}[الأحزاب:44] ({بِتَحِيَّةٍ}) هي تَفْعِلة(1)، من حيَّا يحيِّي تحيَّةً ({فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا}) أي: قولوا(2): وعليكم السَّلام ورحمة الله، إذا قال: السَّلام عليكم، وزيدوا(3): وبركاته، إذا قال: ورحمة الله، كما مرَّ ({أَوْ رُدُّوهَا}[النساء:86]) أو أجيبوها بمثلِها، فردُّ(4) السَّلام جوابُه بمثله؛ لأنَّ(5) المجيبَ يردُّ قولَ المسلِّم، ففيه(6) حذف مضافٍ، أي: ردُّوا مثلها.
          وروي: «مَا مِن مُسلمٍ يمرُّ على قومٍ مُسلمينَ، فيسلِّمُ عليهِم، ولَا يردُّونَ عليهِ إلَّا نزَعَ عنهم رُوحَ القُدُسِ، وردَّت عليهِ الملائكَةُ».
          وسقط لأبي ذرٍّ «{أَوْ رُدُّوهَا}».


[1] في (د): «فعيلة»، وفي (ع): «فعلة».
[2] في (د): «فقولوا».
[3] في (د) و(ص) و(ع): «وأن يزيد».
[4] في (د): «أو رد».
[5] في (ب): «لا أنَّ».
[6] في (د): «وفيه»، وفي (ع): «فيه».