إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: اللهم ارزقني جليسًا

          6278- وبه قال: (حَدَّثَنَا) ولأبي ذرٍّ: بالإفراد (يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ) أي: ابنُ أعين، أبو زكريَّا البخاريُّ البيكنديُّ قال: (حَدَّثَنَا يَزِيدُ) هو(1) ابنُ هارون‼ الواسطيُّ (عَنْ شُعْبَةَ) بن الحجَّاج / (عَنْ مُغِيرَةَ) بن مقسم الضَّبِّيِّ، _بالضاد المعجمة والموحدة_ (عَنْ إِبْرَاهِيمَ) النَّخعيِّ (عَنْ عَلْقَمَةَ) ابن قيسٍ النَّخعيِّ (أَنَّهُ قَدِمَ الشَّأْمَ. ح(2)) قال البخاريُّ: (وَحَدَّثَنَا) بالواو (أَبُو الوَلِيدِ) هشام بن عبد الملك قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بن الحجَّاج (عَنْ مُغِيرَةَ) بن مِقْسَمٍ (عَنْ إِبْرَاهِيمَ) النَّخعيِّ، ورأيتُ في حاشية الفرع ما نصُّه من قوله: ”عن إبراهيم، عن علقمة... إلى قوله: عن إبراهيم“ كلُّ هذا مكتوبٌ في حاشية «اليونينيَّة»، وفي آخره صحَّ بالسَّواد مشعرٌ بأنَّه من الأصل، كما هنا، وتحته مكتوبٌ: قال أبو ذرٍّ: زائد هذا فليعلم. وكذا رأيته في «اليونينيَّة» (قَالَ: ذَهَبَ عَلْقَمَةُ) بن قيسٍ (إِلَى الشَّأْمِ، فَأَتَى المَسْجِدَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي جَلِيسًا) زاد في «مناقب عمَّار» صالحًا [خ¦3742] (فَقَعَدَ) علقمةُ (إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ) عُويمر (فَقَالَ) أبو الدَّرداء لعلقمة: (مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ) علقمةُ: (مِنْ أَهْلِ الكُوفَةِ. قَالَ) أبو الدَّرداء: (أَلَيْسَ فِيكُمْ صَاحِبُ السِّرِّ) أي: سرِّ النِّفاق؛ لأنَّه صلعم عيَّن له أسماء المنافقين ولم يطلعْ غيره عليها(3) كما قال: (الَّذِي كَانَ(4) لَا يَعْلَمُهُ غَيْرُهُ؟ يعْنِي حُذَيْفَةَ) بن اليمانِ (أَلَيْسَ فِيكُمْ _أَوْ: كَانَ فِيكُمُ_ الَّذِي أَجَارَهُ اللهُ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ صلعم مِنَ الشَّيْطَانِ؟) لأنَّه دعا له بأمانهِ من الشَّيطان، وقال: «إنَّه طيِّبٌ مُطيَّبٌ» والشَّكُّ في قوله: أو كان فيكم، من شُعبة (يَعْنِي عَمَّارًا، أَوَلَيْسَ) بالواو المفتوحة (فِيكُمْ صَاحِبُ السِّوَاكِ وَالوِسَادِ) بكسر الواو، ولأبي ذرٍّ عن الكشميهنيِّ: ”والوسادة“ بتاء التَّأنيث(5) (يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ) عبد الله ☺ (كَيْفَ كَانَ عَبْدُ اللهِ) بن مسعودٍ (يَقْرَأُ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى}[الليل:1] قَالَ) علقمةُ: يقرأ عبد الله بن مسعودٍ (▬وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى↨) بدون {وَمَا خَلَقَ}، وكان أبو الدَّرداء يقرأ كذلك، وأهل الشَّام يُناظرونه على القراءة المتواترة، وهي {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى}[الليل:3] ويشكِّكونه في قراءته الشَّاذَّة (فَقَالَ) أبو الدَّرداء: (مَا زَالَ هَؤُلَاءِ حَتَّى كَادُوا يُشَكِّكُونِي) ولأبي ذرٍّ: ”يشككونني“ (وَقَدْ سَمِعْتُهَا) أي: بدون {وَمَا خَلَقَ} (مِنْ رَسُولِ اللهِ صلعم ) كما يقرؤها ابن مسعودٍ.
          والحديثُ سبق في «مناقب عمَّار» [خ¦3742] والغرضُ منه هنا قوله: والوساد، والمراد: أنَّ ابن مسعودٍ كان يتولَّى أمرَ سواكه صلعم ووساده، ويتعاهد(6) خدمتهُ في ذلك بالإصلاحِ(7) وغيره.
          والله الموفِّق والمعين لا إلهَ سواه.


[1] «هو»: ليست في (د).
[2] «ح»: ليست في (ع) و(د).
[3] في (د): «عليه».
[4] «كان»: ليست في (ص).
[5] في (ص): «بالتَّأنيث».
[6] في (ل): «ويتعاطى».
[7] في (د): «في الإصلاح».