إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: لما تزوج النبي زينب دخل القوم فطعموا

          6239- وبه قال: (حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ) محمَّد بن الفضل عارمٌ، قال‼: (حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ أَبِي) سليمان التَّيميُّ: (حَدَّثَنَا أَبُو مِجْلَزٍ) بكسر الميم وسكون الجيم بعدها لام مفتوحة فزاي، لاحقُ ابن حميدٍ (عَنْ أَنَسٍ ☺ ) أنَّه (قَالَ: لَمَّا تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صلعم زَيْنَبَ) بنت جحشٍ (دَخَلَ القَوْمُ) حجرتها بعد أن دعاهم لوليمتها (فَطَعِمُوا) من الخبز واللَّحم (ثُمَّ جَلَسُوا يَتَحَدَّثُونَ فَأَخَذَ) أي: جعل وشرَع صلعم (كَأَنَّهُ يَتَهَيَّأُ لِلْقِيَامِ) ليقوموا (فَلَمْ يَقُومُوا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَامَ) ثبت لفظ: ”ذلكَ“ للأَصيليِّ (فَلَمَّا قَامَ قَامَ مَنْ قَامَ مِنَ القَوْمِ وَقَعَدَ بَقِيَّةُ القَوْمِ، وَأَـإِنَّ النَّبِيَّ صلعم ) بفتح الهمزة وكسرها مصحَّحًا عليها في الفرع (جَاءَ لِيَدْخُلَ، فَإِذَا القَوْمُ جُلُوسٌ، ثُمَّ إِنَّهُمْ قَامُوا) لَمَّا فهموا المراد (فَانْطَلَقُوا فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ صلعم فَجَاءَ حَتَّى دَخَلَ) الحجرةَ (فَذَهَبْتُ أَدْخُلُ فَأَلْقَى الحِجَابَ) أي: السِّتر (بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ} الاية[الأحزاب:53]) إلى آخِرها.
          (قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ) البخاريُّ: (فِيهِ) أي: الحديثِ (مِنَ الفِقْهِ أَنَّهُ لَمْ يَسْتَأْذِنْهُمْ) أي(1): لم يستأذن القوم الَّذين تخلَّفوا (حِينَ قَامَ وَخَرَجَ) فلا يحتاج في القيامِ والخروج إلى إذن الأضيافِ (وَفِيهِ أَنَّهُ تَهَيَّأَ لِلْقِيَامِ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَقُومُوا) ففيه جوازُ التَّعريض بذلك، وقول البخاريِّ هذا ثابتٌ في رواية أبي الوقت، وأبي ذرٍّ عن المُستملي، وسقط للباقين. قال في «الفتح»: وهو أولى فإنَّه أفردَ لذلك ترجمةً تأتي بعد اثنين وعشرين بابًا إن شاء الله تعالى.


[1] «أي»: ليست في (ع) و(ص) و(د).