إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: أربعة كلهم من الأنصار: أبي بن كعب ومعاذ بن جبل

          5003- وبه قال: (حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ) بنِ غياثٍ قال: (حَدَّثَنَا هَمَّامٌ) هو: ابنُ يحيى العَوْذيُّ _بفتح العين المهملة وسكون الواو وكسر الذال المعجمة_ البصريُّ الحافظُ قال: (حَدَّثَنَا قَتَادَةُ) بنُ دعامةَ السَّدوسيُّ (قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ☺ : مَنْ جَمَعَ القُرْآنَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلعم ؟ قَالَ): جمعهُ (أَرْبَعَةٌ كُلُّهُمْ مِنَ الأَنْصَارِ: أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ) من بني النَّجَّار (وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ) من بني الخزرجِ (وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ) من بني النَّجَّار (وَأَبُو زَيْدٍ) سعدُ بنُ عبيدِ بنِ النُّعمانِ بنِ قيسٍ، من الأوسِ، وقيل: اسمهُ مَعْبد، أحدُ الأربعةِ الَّذين جمعوا القرآنَ على عهدهِ صلعم ، وماتَ ولا عقبَ له، واستبعدَ ابنُ الأثير أن يكون هذا ممَّن جمعَ القرآنَ. قال: لأنَّ الحديثَ يرويهِ أنسُ بنُ مالكٍ وذكرَهم وقال: أحدُ عمومتي أبو زيدٍ. وأنسٌ من بني عديِّ بنِ النَّجار، وهو خزرجيٌّ، فكيف يكون هذا وهو أوسيٌّ؟ انتهى.
          وليسَ في هذا الحديثِ ما ينفِي جمعه عن غيرِ المذكورين (تَابَعَهُ) أي: تابعَ حفصَ بنَ عمر في روايةِ هذا الحديث (الفَضْلُ) بنُ موسَى الشَّيبانيُّ (عَنْ حُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ) بالقاف (عَنْ ثُمَامَةَ) بضم المثلثة وتخفيف الميم، ابنِ عبدِ اللهِ قاضِي البصرة (عَنْ) جدِّه (أَنَسٍ) أي: ابن مالكٍ، وهذه المتابعةُ وصَلها إسحاقُ بنُ رَاهُوْيَه في «مسنده»(1).


[1] في (ب): «سنده».