إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: أن الله تعالى تابع على رسوله قبل وفاته حتى توفاه

          4982- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ) بفتح العين، البغداديُّ النَّاقد قال: (حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ) قال: (حَدَّثَنَا أَبِي) إبراهيمُ بنُ سعدِ بنِ إبراهيمَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ (عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ) بفتح الكاف (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ) محمَّدِ بنِ مسلم الزُّهريِّ، أنَّه (قَالَ: أَخْبَرَنِي) بالإفراد (أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ☺ : أَنَّ اللهَ تَعَالَى تَابَعَ عَلَى رَسُولِهِ صلعم الوَحْيَ) أي: أنزلَه متتابعًا متواترًا (قَبْلَ وَفَاتِهِ) أي: قُرْبها / (حَتَّى تَوَفَّاهُ(1)) أي: الزَّمن الذي وقعت فيهِ وفاته (أَكْثَرَ مَا كَانَ الوَحْيُ) نزولًا عليه من غيره من الأزمنةِ؛ لأنَّه في أوَّل البعثةِ فترَ فترةً، ثمَّ كثرَ، ولم ينزلْ بمكَّة من السُّور الطِّوال إلَّا القليل، ثمَّ كان الزَّمنُ الأخيرُ من الحياة النَّبويَّة أكثرَ نزولًا؛ لأنَّ الوفودَ بعد فتح مكَّة كثروا، وكثرَ سؤالهم عن الأحكامِ.
          ثمَّ ذكر ابنُ يونس في «تاريخ مصر» في ترجمةِ سعيدِ ابنِ أبي مريم(2)، ممَّا حكاه في «الفتح»: أنَّ سببَ تحديث أنسٍ بذلك سؤالُ الزُّهريِّ له: هل فترَ الوحيُ عن النَّبيِّ صلعم قبل أن يموتَ؟ قال: بل أكثرَ ما كان وأجمَّهُ.
          وسقطتِ التَّصليةُ لأبي ذرٍّ، وثبت قوله: ”الوحي“ من قوله: «تابع على رسول الله صلعم الوحي» للكُشمِيهنيِّ، وسقط لغيره (ثُمَّ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلعم بَعْدُ) بالضم مبنيًّا لقطعِ الإضافةِ عنه؛ أي: بعدَ ذلك.
          وهذا الحديث أخرجه مسلمٌ والنَّسائيُّ في «فضائل القرآن».


[1] في (د) زيادة: «الله».
[2] في «الفتح» (9/8): في ترجمةِ محمَّدِ بنِ سعيدِ بنِ أبي مَرْيم.