إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: أنبئت أن جبريل أتى النبي وعنده أم سلمة

          4980- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ) المِنْقَريُّ قال: (حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ) هو: ابنُ سليمانَ التَّيميُّ، (قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي) هو سليمان (عَنْ أَبِي عُثْمَانَ) عبدِ الرَّحمنِ النَّهديِّ، أنَّه (قَالَ: أُنْبِئْتُ) بضم الهمزة، مبنيًّا للمفعول؛ أي: أُخبرت (أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صلعم وَعِنْدَهُ أُمُّ سَلَمَةَ) زوجته ♦ (فَجَعَلَ يَتَحَدَّثُ) معه (فَقَالَ النَّبِيُّ صلعم لأُمِّ سَلَمَةَ: مَنْ هَذَا؟ أَوْ كَمَا قَالَ) شكٌّ / من الرَّاوي مع بقاءِ المعنى في ذهنهِ (قَالَتْ: هَذَا دِحْيَةُ) الكَلْبيُّ (فَلَمَّا قَامَ) ╕ (قَالَتْ) أمُّ سلمة: (وَاللهِ مَا حَسِبْتُهُ إِلَّا إِيَّاهُ) أي: دِحية (حَتَّى سَمِعْتُ خُطْبَةَ النَّبِيِّ صلعم يُخْبِرُ خَبَرَ جِبْرِيلَ، أَوْ كَمَا قَالَ)(1).
          قال في «الفتح»: ولم أقفْ في شيءٍ من الرِّوايات على بيان هذا الخبرِ في أيِّ قصَّة، ويحتملُ أن يكون في قصَّة بني قُرَيظة، ففي «دلائل» البيهقي و«الغيلانيات» من رواية عبد الرَّحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة: أنَّها رأتِ النَّبيَّ صلعم يكلِّم رجلًا وهو راكبٌ، فلمَّا دخلَ قلت: من هذا الرَّجل الذي كنتَ تكلِّمه؟ قال: «بمن تشبِّهيه؟» قلتُ(2): بدِحْية بن خليفةَ، قال: «ذاكَ جبريلُ أَمَرني أن أَمْضي إلى بَني قُرَيظة». انتهى.
          وتعقَّبه العينيُّ بأنَّ الرَّائية في حديث البابِ أمُّ سلمة‼ وهنا عائشة، وباختلاف الرُّواة.
          وأجابَ في «انتقاض الاعتراض» بأنَّه ليس في شيءٍ من ذلك ما يمنعُ احتمالَ اتِّحادِ القصَّة، فرآهُ كلٌّ من عائشةَ وأمِّ سلمة، كذا قال، فليتأمل.
          وسقط لأبي ذرٍّ لفظ «خبر»(3)، قال معتمر: (قَالَ أَبِي) سليمان: (قُلْتُ لأَبِي عُثْمَانَ) النَّهديِّ: (مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا؟) الحديث (قَالَ): سمعتُه (مِنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ) حبِّ رسولِ الله صلعم .


[1] في (د) زيادة: «أي سليمان».
[2] في (ب): «قالت».
[3] في (م) و(د): «يخبر».