إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: لبث النبي بمكة عشر سنين

          4978- 4979- وبه قال: (حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى) بضم العين، العَبْسيُّ، مولاهم الكوفيُّ (عَنْ شَيْبَانَ) بفتح الشين المعجمة، ابنِ عبدِ الرَّحمنِ النَّحويِّ التَّميميِّ، مولاهم البَصريِّ، أبي معاوية (عَنْ يَحْيَى) بنِ أبي كثيرٍ (عَنْ أَبِي سَلَمَةَ) بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفِ، أنَّه (قَالَ: أَخْبَرَتْنِي) بالإفراد (عَائِشَةُ وَابْنُ عَبَّاسٍ ♥ قَالَا: لَبِثَ النَّبِيُّ صلعم بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ يُنْزَلُ عَلَيْهِ القُرْآنُ) نزولًا متتابعًا بعد مدَّة وحي المنامِ، وفترةِ الوحي سنتين ونصفًا أو ثلاثًا (وَبِالمَدِينَةِ عَشْرًا) ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ: ”عشر سنين“، ومباحثُ ذلك سبقتْ آخر «المغازي» [خ¦4464].
          وأخرج النَّسائيُّ عن ابنِ عبَّاس قال: أُنزل القرآنُ جملةً واحدةً إلى سماءِ الدُّنيا في ليلةِ القدرِ، ثمَّ أُنزل بعد ذلك في عشرين سنة... الحديث. وظاهرُ حديث البابِ أنَّه نزل كلُّه بمكة والمدينة خاصَّة، وهو كذلك. نعم نزلَ في غيرهما(1) حيثُ كان صلعم في سفرِ حجٍّ أو عمرةٍ أو غزاةٍ، ولكن الاصطلاح أنَّ كلَّ ما نزل قبل الهجرةِ فمكِّيٌّ، وما(2) بعدَها فمدنيٌّ.


[1] في (د): «ثم نزل في غيرها».
[2] في (م): «وما نزل».