إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: ارزقني شهادةً في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك

          1890- وبه قال: (حَدَّثَنَا يَحْيَى ابْنُ بُكَيْرٍ) المصريُّ _بالميم_ قال: (حَدَّثَنَا اللَّيْثُ) بن سعدٍ الإمام (عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ) من الزِّيادة (عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ) اللَّيثيِّ المدنيِّ (عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ) أسلمَ مولى(1) عمر بن الخطَّاب (عَنْ عُمَرَ ☺ ) أنَّه (قَالَ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي شَهَادَةً فِي سَبِيلِكَ) قد استُجيبت دعوته، فقتله أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة يوم الأربعاء لأربعٍ بقين من ذي الحجَّة سنة ثلاثٍ وعشرين، فحصل له ثواب الشَّهادة لأنَّه قُتِل ظلمًا (وَاجْعَلْ مَوْتِي فِي بَلَدِ رَسُولِكَ(2) صلعم ) فتُوفِّي بها من ضربة أبي لؤلؤة في خاصرته، ودُفِن عند أبي بكرٍ ☺ عند النَّبيِّ صلعم ، فالثَّلاثة في بقعةٍ واحدةٍ؛ وهي أشرف البقاع على الإطلاق، ومناسبة هذا الأثر لما ترجم به في طلبه الموت بالمدينة إظهارًا لمحبَّته إيَّاها كمحبَّته(3) مكَّة وأعلى.
          (وَقَالَ ابْنُ زُرَيْعٍ) يزيدُ، ممَّا وصله الإسماعيليُّ (عَنْ رَوْحِ بْنِ القَاسِمِ) بفتح الرَّاء (عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أُمِّهِ) وفي الأولى قال: «عن أبيه»، وفي نسخةٍ بالفرع: ”عن أبيه“ (عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ ☻ قَالَتْ: سَمِعْتُ عُمَرَ(4) نَحْوَهُ) ولفظ الإسماعيليِّ: اللَّهمَّ قتلًا في سبيلك(5)، ووفاةً في بلد نبيِّك، قالت: فقلت: وأنَّى يكون هذا؟ قال: يأتي به الله إذا شاء(6).
          (وَقَالَ هِشَامٌ) هو ابن سعدٍ القرشيُّ، ممَّا وصله ابن سعدٍ (عَنْ زَيْدٍ) هو ابن أسلم (عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَفْصَةَ) أنَّها قالت: (سَمِعْتُ عُمَرَ ☺ ) يقول...، فذكر مثله، وفي آخره: أنَّ الله يأتي بأمره إن شاء، وأراد المؤلِّف بهذين التَّعليقين بيان الاختلاف فيه على زيد بن أسلم، فاتَّفق هشام بن سعدٍ وسعيد بن أبي هلالٍ على أنَّه عن زيدٍ عن أبيه أسلم(7) عن عمر، وتابعهما حفص بن ميسرة عن زيدٍ عند عمر بن شبَّة، وانفرد رَوْحُ بن القاسم عن زيدٍ بقوله: «عن أمِّه».
          تمَّ كتاب الحجِّ، ولله الحمد(8).


[1] زيد في غير (د) و(س): «ابن»، وليس بصحيحٍ.
[2] في (ص): «رسول الله».
[3] في (د): «كمحبَّة».
[4] زيد في (ب) و(س): «يقول».
[5] في (ص): «سبيل الله».
[6] في (د): «يأتي الله به إذا يشاء».
[7] في (د): «عن زيد بن أسلم»، وهو تحريفٌ.
[8] تمَّ كتاب الحجِّ ولله الحمد ليس في (ص)، وزيد بعده في (م): «والفضل، لا إله إلَّا هو ربُّ العالمين، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وصلَّى الله علىَ سيِّدنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وسلَّم، نُجِز هذا الجزء المبارك بعون الله على يد فقير رحمة ربِّه، وأسير ذنبه، أحمد بن أبي بكرٍ السِّنغاويِّ المالكيِّ، عفا الله عنه، يوم الأربعاء سادس عشر شعبان سنة924».