إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث أبي قتادة: الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان

          6995- وبه قال: (حَدَّثَنَا يَحْيَى ابْنُ بُكَيْرٍ) بضم الموحدة، وهو جدُّ يحيى، واسم أبيه عبدُ الله قال: (حَدَّثَنَا اللَّيْثُ) بن سعدٍ الإمام (عَنْ عُبَيْدِ اللهِ) بضم العين (بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ) الأمويِّ القرشيِّ أنَّه قال: (أَخْبَرَنِي) بالإفراد (أَبُو سَلَمَةَ) بن عبدِ الرَّحمنِ بنِ عوف (عَنْ أَبِي قَتَادَةَ)(1) الحارث ☺ أنَّه (قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلعم : الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِنَ اللهِ، وَالحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ) وإضافةُ الرُّؤيا الصَّالحة إلى اللهِ إضافةُ تشريفٍ، وإضافةُ الحلم إلى الشَّيطان؛ لأنَّها صفته(2) من الكذبِ والتَّهويل، وإن كانا(3) بخلقِ الله تعالى وتقدِيرهِ (فَمَنْ رَأَى) في منامهِ(4) (شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَنْفِثْ) بكسر الفاء بعدها مثلَّثة، أي: فلينفخْ نفخًا لطيفًا من غيرِ ريقٍ (عَنْ شِمَالِهِ) طردًا للشَّيطان وإظهارًا لاحتقارهِ(5) (ثَلَاثًا) للتَّأكيد، وخصَّ الشِّمال؛ لأنَّها محلُّ الأقذارِ(6) (وَلْيَتَعَوَّذْ) بالله (مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِنَّهَا لَا تَضُرُّهُ) لأنَّ الله تعالى جعلَ ذلك سببًا لسلامتهِ (وَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَزَايَا بِي) بالزاي المعجمة، لا يتصدَّى لأنْ يصير مرئيًّا بصورتي، ولأبي ذرٍّ: ”لا يتراءى“ بالراء المهملة.
          والحديث سبق في «الطِّبِّ» [خ¦5747] و«التَّعبير»(7) [خ¦6995].


[1] في (س) زيادة: «ابن».
[2] في (د): «صفة».
[3] في (ع) و(د): «كان».
[4] «في منامه»: ليست في (ع) و(ص) و(د).
[5] «طردًا للشيطان وإظهارًا لاحتقاره»: ليست في (د).
[6] «للتأكيد وخص الشمال لأنها محل الأقذار»: ليست في (د).
[7] في (ص): «التفسير».