إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب المبشرات

          ░5▒ (باب المُبَشِّرَاتِ) بكسر المعجمة المشددة، جمع: مُبَشِّرة، وقولُ الحافظ ابن حجرٍ: وهي البُشرى(1) تعقَّبه صاحب «عمدة القاري» فقال: ليس كذلك؛ لأنَّ(2) البشرى اسمٌ بمعنى البِشَارة، والمبشِّرة اسم فاعلٍ للمؤنَّث من التَّبشير، وهي إدخال(3) السُّرور والفرح على المبشَّر _بفتح المعجمة_، وعند الإمام أحمد من حديث أبي الدَّرداء عن النَّبيِّ صلعم في قولهِ: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ}[يونس:64] قال: «الرُّؤيا الصَّالحة يراهَا المسلمُ أو تُرى له» وعنده أيضًا من حديث عبادةَ بن الصَّامت أنَّه سأل رسولَ الله صلعم فقال: يا رسولَ الله أرأيتَ قولَ الله تعالى: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ}[يونس:64] فقال: «لقدْ سألتَني عن شيءٍ ما سَألني عنه أحدٌ من أمَّتي، أو أحدٌ قبلكَ» قال: «تلكَ الرُّؤيا الصَّالحة يَراها الصَّالح أو تُرى له» وكذا رواه أبو داود الطَّيالسيُّ عن عمران القطَّان، عن يحيى بنِ أبي كثيرٍ به. وعنده أيضًا من حديثِ ابن عَمرو(4) عن رسول الله صلعم أنَّه قال: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا}[يونس:64] قال: «الرُّؤيا الصَّالحة يُبَشَّرها المؤمنُ، وهي(5) من تسعةٍ وأربعين جزءًا من النُّبوَّة، فمَن رأى تلك فليُخبرْ بها، ومَن رأى سوءًا(6) فإنَّما هو من الشَّيطان ليُحزنَه، فلينفثْ عن يسارهِ ثلاثًا وليسكتْ ولا يُخبرْ بها». وعند ابنِ جريرٍ من حديثِ أبي هريرة عن النَّبيِّ صلعم : {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ}[يونس:64] قال: «هي(7) في الدُّنيا الرُّؤيا الصَّالحة يراهَا العبدُ أو تُرى له، وفي الآخرةِ بالجنَّة»، وعنده أيضًا عن أبي هُريرة موقوفًا: الرُّؤيا الحسنة هي البُشرى يراها المسلمُ أو تُرى له.


[1] في (ع): «المبشرة».
[2] في (د): «فإن».
[3] في (ص): «أفعال».
[4] في الأصل: (ابن عمر)، وهو وهم صحح من مصادره.
[5] في (د): «هي».
[6] في (ع) و(د): «سواها».
[7] «هي»: ليست في (ع) و(د).