إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب رؤيا أهل السجون والفساد والشرك

          ░9▒ (باب رُؤْيَا أَهْلِ السُّجُونِ(1)) جمع: سِجن _بالكسر_ وهو الحبسُ (وَ) رؤيا أهلِ (الفَسَادِ وَ) أهل (الشِّرْكِ) ولأبي ذرٍّ‼ _ممَّا ذكره في «الفتح»_ ”والشُّرَّاب“ بضم المعجمة وتشديد الراء، جمع: شاربٍ، بدل قولهِ: «والشِّرك». والمراد: شَرَبَةُ المحرَّم، وعطفه على أهلِ الفسادِ من عطفِ الخاصِّ على العامِّ (لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَدَخَلَ مَعَهُ}) أي: مع يوسف ◙ (2) ({السِّجْنَ فَتَيَانَ}) عبدان للملكِ ريَّان بن الوليد(3) ملك مصرَ الأكبر أحدُهما خبَّازُه والآخرُ شرابيُّه؛ للاتِّهام بأنَّهما يُريدان أن يُسِمَّاه ({قَالَ أَحَدُهُمَآ}) هو: الشَّرابي، واسمُه نبوء، وقيل: هو مرطيس(4) ({إِنِّي أَرَانِي}) في المنامِ ({أَعْصِرُ خَمْرًا}) عنبًا تسميةً له بما يؤولُ إليه، وقرأها ابنُ مسعودٍ: ▬إنِّي أراني أعصر عنبًا↨ ({وَقَالَ الآخَرُ}) وهو الخبَّاز مخلث _بالخاء(5) المعجمة وبعد اللام مثلَّثة_، وقيل: راشان ({إِنِّي أَرَانِي}) في المنام ({أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ}) تنهشُ منه ({نَبِّئْنَا}) أخبرنَا ({بِتَأْوِيلِهِ}) بتفسيرهِ وتعبيرهِ وما يؤولُ إليه ({إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}) الَّذين يحسنونَ عبارةَ الرُّؤيا، وتأويله أنَّ الأنبياء يخبرون عمَّا سيكون، والرُّؤيا تدلُّ على ما سيكون ({قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ}) في نَومكما ({إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ}) في اليقظةِ(6) ({قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا}) أو: لا يأتيَكمَا في اليقظةِ {طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ} من منازلِكُمَا {تُرْزَقَانِهِ} تُطْعَمانه وتأكُلانهِ إلَّا أخبرتُكُما بقَدْره ولونهِ والوقتِ الَّذي يصل إليكما قبل أنْ يصلَ، وأيَّ طعامٍ أكلتُم ومتى أكلتُم، وهذا مثلُ معجزةِ عيسى، حيثُ قال: {وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ}[آل عمران:49] ({ذَلِكُمَا}) التَّأويل والإخبارُ بالمغيبات ({مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي}) بالإلهامِ والوحي ولم أقلْه عن تكهُّنٍ وتنجُّمٍ ({إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ}) يحتمل أن يكون كلامًا مبتدأ، وأنْ يكون تعليلًا لسابقهِ، أي: علَّمني ذلك لأنِّي تركت ملَّة أولئك الكفَّار(7) ({وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ}) وهي الملَّة الحنيفيَّة، وذكرَ الآباءَ؛ ليعلِّمهما أنَّه من بيت النُّبوَّة لتقوَى رغبتهما في الاستماعِ إليه، والمراد التَّرك ابتداءً لا أنَّه كان فيه ثمَّ ترك، يقول: هجرتُ طريق الكفرِ والشِّرك، وسلكتُ طريقَ آبائي المرسلين صلواتُ الله وسلامه عليهم أجمعين، وهكذا يكون حال من سلكَ طريقَ(8) الهدى، واتَّبع طريق المرسلين، وأعرضَ عن الضَّالِّين، فإنَّه يهدي قلبه ويعلِّمه ما لم يكنْ يعلم، ويجعله إمامًا يهتدى به في الخيرِ، وداعيًا إلى سبيل الرَّشاد ({مَا كَانَ لَنَا}) ما صحَّ لنا معاشر الأنبياءِ ({أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ}) أيَّ شيءٍ كان صنمًا أو غيره ({ذَلِكَ}) أي: التَّوحيد ({مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ}) / فضلَ الله تعالى فيشركونَ به ولا ينتبهون(9)، ثمَّ دَعاهما إلى الإسلامِ وأقبلَ(10) عليهما وكان بين أيديهما أصنامٌ يعبدُونها من دونِ الله، فقال _إلزامًا للحجَّة_: ({يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ}) يا ساكنيهِ، أو يا صاحِبيَّ فيه، وأضافَهما إليه على الاتِّساع ({أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ}) شتَّى متعدِّدة مُتساوية.
          (وَقَالَ الفُضَيْلُ) بنُ عياض ☼ (لِبَعْضِ الأَتْبَاعِ: يَا عَبْدَ اللهِ)‼ ولأبي ذرٍّ: ”وقال الفضيلُ عند قولهِ: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ}“ ({أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}) الَّذي ذلَّ كلُّ شيءٍ لعزِّ(11) جلالهِ وعظيمِ(12) سُلطانه، ولا يُغَالب ولا يُشَارك في الرُّبوبيَّة ({مَا تَعْبُدُونَ}) خطابٌ(13) لهما ولمن كان على دينهمَا من أهل مصر ({مِن دُونِهِ}) تعالى(14) ({إِلاَّ أَسْمَاء}) لا حقيقةَ لها ({سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم}) آلهةً ثمَّ طفقتُم تعبدونها، فكأنَّكم لا تعبدونَ إلَّا الأسماء لا مسمَّياتها ({مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا}) بتسميتِهَا ({مِن سُلْطَانٍ}) حجَّة ({إِنِ الْحُكْمُ}) في أمرِ العبادة والدِّين ({إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ}) على لسانِ أنبيائهِ ({أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ}) بيانٌ لقولهِ: {إِنِ الْحُكْمُ} ({ذَلِكَ}) الَّذي أدعوكُم إليه من التَّوحيد وإخلاصِ العمل هو ({الدِّينُ الْقَيِّمُ}) الحقُّ المستقيمُ الَّذي أمرَ الله به، وأنزلَ به الحجَّة والبرهان ({وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}) فلذا كان أكثرُهم مُشركين، ثمَّ عبر الرُّؤيا فقال: ({يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا}) يعني: الشَّرابيَّ ({فَيَسْقِي رَبَّهُ}) سيِّده ({خَمْرًا}) كما كان يسقيهِ قبلُ ({وَأَمَّا الآخَرُ}) يعني: الخبَّاز ({فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ}) فقالا: كذَّبنا، فقال يوسف ({قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ}) فهو واقعٌ لا محالةَ، فإنَّ الرُّؤيا على رجل طائرٍ ما لم تعبر، فإذا عُبرت وقعتْ. وفي «مسند أبي يعلى الموصلي» عن أنسٍ مرفوعًا: «الرُّؤيا لأوَّل عابرٍ» ({وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا}) الظَّانُّ يوسف ◙ إن كانَ تأويلُه عن اجتهادٍ، وإن كانَ عن وحي(15) فالظَّانُّ الشَّرابيُّ، أو الظَّنُّ بمعنى: اليقين، وما تقدَّم في قولهِ: {قُضِيَ الأَمْرُ} يقتضِي اليقين ({اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ}) اذكرْ قصَّتي عند سيِّدك(16)، وهو الملكُ لعلَّه يخلِّصني من هذه الورطةِ، وقال أبو حيَّان ☼ : إنَّما قال يوسف للسَّاقِي ذلك؛ ليتوصَّل إلى هدايتهِ وإيمانهِ بالله، كما توصَّل إلى إيضاحِ الحقِّ للسَّاقي ورفيقهِ ({فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ}) أي: أنسى الشَّرابيَّ ({ذِكْرَ رَبِّهِ}) أن يذكرَ(17) يوسفَ للملك، وقيل: فأنسَى يوسفَ ذكرَ الله حتَّى ابتغَى الفرجَ من غيرهِ واستعانَ بمخلوقٍ. وعندَ ابنِ جرير عن ابن عبَّاس قال: قال رسول الله صلعم : «لو لم يقلْ _يعني: يوسفَ_ الَّتي(18) قال ما لبث في السِّجن طولَ ما لبثَ، حيث يبتغِي الفرجَ من عند غيرِ الله(19)»، وهذا الحديث ضعيفٌ جدًّا، فإنَّ في إسناده(20) سفيانُ بن وكيعٍ وهو ضعيفٌ، وإبراهيمُ بن يزيد الخوزيُّ، وهو أضعفُ من سفيان، فالصَّواب أنَّ الضَّمير في قولهِ: {فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ} عائدٌ على النَّاجي كما قاله مجاهدٌ وغير واحدٍ ({فَلَبِثَ}) يوسفُ ◙ ({فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ}) ما بين الثَّلاث إلى التِّسع(21). قال وهبٌ: مكثَ يوسفُ سبعًا‼ وقال الضَّحَّاك: عن ابن عبَّاسٍ: اثنتَي عشْرة سنةً، وقيل: أربع عشرة سنةً ({وَقَالَ الْمَلِكُ}) ملك مصر الرَّيَّان بن الوليد: ({إِنِّي أَرَى}) في المنام ({سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ}) خرجْنَ من نهرٍ يابسٍ ({يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ}) أي: سبعُ بقراتٍ ({عِجَافٌ}) مَهازيل ({وَ}) أرى ({سَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ}) قد انعقدَ حَبُّها ({وَ}) سبعًا ({أُخَرَ يَابِسَاتٍ}) قد أدركت، فالْتَوَتِ اليابساتُ على الخُضر حتَّى غلبنَ عليها(22)، فاستعبرها فلم يجدْ في قومه من يحسنُ عبارتها. قيل: كان ابتداءُ بلاء يوسف ◙ في الرُّؤيا، ثمَّ كان سبب نجاته أيضًا الرُّؤيا، فلمَّا دنا فرجُه رأى الملكُ هذه الرُّؤيا الَّتي هالته، فجمعَ أعيان العلماء والحُكماء من قومه وقصَّ عليهم رُؤياه فقال: ({يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ}) عبِّروها ({إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ}) إن كنتُم عالمين بعبارة الرُّؤيا، واللَّام في «للرُّؤيا» للبيان ({قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ}) أي: هذهِ أضغاثُ أحلامٍ، وهي تخاليطُها ({وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ}) يعنون بالأحلامِ المنامات الباطلة، أي: ليس عندنا تأويلٌ إنَّما التَّأويلُ للمناماتِ الصَّحيحةِ، أو اعترفوا بقصورِ علمِهم وأنَّهم(23) ليسوا في تأويلِ(24) الأحلامِ بنَحَارير ({وَقَالَ الَّذِي نَجَا}) من القتلِ ({مِنْهُمَا}) وهو الشَّرابيُّ ({وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ}) للملك الَّذي جمعَهم ({أَنَاْ أُنَبِّئُكُم}) أخبرُكم ({بِتَأْوِيلِهِ}) بمن عندَه علمُ تعبير هذا المنام / ({فَأَرْسِلُونِ}) فابعثون(25) إليه لأسأله عنها، فأرسلوهُ إلى يوسف في السِّجن، فأتاه فقال: ({يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ}) البالغُ في الصِّدق ({أَفْتِنَا فِي}) رؤيا ({سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ}) إلى الملك ومن عندَه ({لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ}) تأويلَها(26)، أو فضلك، أو مكانك من العلم، فيطلبوكَ ويخلِّصوك من محنتكَ(27)، فذكر يوسفُ تعبيرها من غير تعنيفٍ لذلك الفتى في نسيانهِ ما وصَّاه به، ومن غير شرطٍ للخروجِ قبل ذلك بل ({قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا}) بسكون الهمزة، وحفص وحدَه بفتحها، لغتان في مصدرِ دأَبَ يدْأَبُ، أي: دامَ على الشَّيء ولازمَه، وهو هنا نصبٌ على المصدرِ بمعنى: دَائبين ({فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ}) إذ ذاكَ أبقى له، ومانعٌ له من أكلِ السُّوس ({إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ}) في تلكِ السِّنين، فعبر البقرات السِّمان بالسِّنين(28) المخصبة، والسَّنابل الخُضر بالزَّرع، ثمَّ أمرهُم بما هو الصَّواب نصيحةً لهم ({ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ}) هو من الإسنادِ المجازيِّ، جعل أكلَ أهلهنَّ(29) مسندًا إليهنَّ ({إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ}) تحرزون(30) ({ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ}) أي: من بعد أربع عشرة سنةً ({عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ}) من الغيثِ، أي: يمطرون، أو من الغوْثِ، وهو الفرج، فهو‼ في الأوَّل من الثُّلاثي، وفي الثَّاني من الرُّباعي، يقول: غاثنَا الله من الغيثِ، وأغاثنَا من الغوْثِ ({وَفِيهِ يَعْصِرُونَ}) فتأوَّل البقرات السِّمان والسُّنبلات الخُضر بسنين مخاصيب، والعِجَاف واليابسات بسنينَ مُجْدبة، ثمَّ بشَّرهم بعد الفراغِ من تأويل الرُّؤيا بأنَّ العام الثَّامن يجيءُ مباركًا كثيرَ الخير غزير النِّعَم، وذلك من جهةِ الوحي، فرجع السَّاقِي وأخبرَ الملك بتعبيرِ رُؤياه ({وَقَالَ الْمَلِكُ}) بعد أن رجعَ إليه السَّاقي وأخبره بتعبيرِ رُؤياه ({ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ}) ليخرجه من السِّجن امتنعَ من الخروجِ؛ ليتحقَّق الملك ورعيَّته براءتهُ ونزاهتَهُ ممَّا نُسب إليه من جهةِ امرأةِ العزيز، وأنَّ سجنَه لم يكنْ عن أمرٍ يقتضيهِ بل كان ظلمًا وعدوانًا ({قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ}) أي: سيِّدك، يريد الملكَ ({فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ}[يوسف:36_50]) الآية، وسقط لأبي ذرٍّ من قولهِ «{قَالَ أَحَدُهُمَآ}...» إلى آخره، وقال بعد قولهِ: {فَتَيَانَ}: ”إلى قولهِ: {ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ}“.
          ({وَادَّكَرَ}) بالدال المهملة (افْتَعَلَ مِنْ ذَكَرَ) ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: ”ذكرْتُ(31)“ بسكون الراء، فأدغم التاء في الذال، فحوِّلت دالًا مهملةً ثقيلةً.
          ({أُمَّةٍ}) أي: (قَرْنٍ) بالجرِّ لأبي ذرٍّ، ولغيره بالرَّفع(32)، وقيل: حين، وعن سعيدِ بنِ جبير: بعد سنين(33) (وَتُقْرَأُ: ▬أَمَهٍ↨) بفتح الهمزة والميم وكسر الهاء منوَّنة، أي: بعد (نِسْيَانٍ) ونسبتْ هذه القراءة لابنِ(34) عبَّاسٍ، وهي شاذَّةٌ.
          (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ) فيما وصلَه ابنُ أبي حاتم: ({يَعْصِرُونَ}) أي: (الأَعْنَابَ وَالدُّهْنَ، {تُحْصِنُونَ}) أي: (تَحْرُسُونَ).


[1] في (ص): «السجن».
[2] «أي: مع يوسف ◙ »: ليست في (ص) و(ع).
[3] في (د) و(ص) و(ل): «الوليد بن الريَّان».
[4] في (ص) و(ل): « نبؤ، وقيل: هولبيس».
[5] في (ص): «مثلث الخاء».
[6] في (د): «{ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا } في اليقظة {بِتَأْوِيلِهِ}».
[7] «الكفار»: ليست في (ع) و(ص) و(د).
[8] «طريق»: ليست في (د).
[9] في (س): «ينتهون»، وفي (ص): «ولا يتنبَّهون».
[10] في (د): «فأقبل».
[11] في (د): «لعزة».
[12] في (د) و(ع): «عظم».
[13] في (د): «خطابًا».
[14] في (د): «من دون الله تعالى».
[15] في (ص): «الوحي».
[16] في (د): «ربك».
[17] في (ع) و(د): «أي ذكر».
[18] في (د): «الذي».
[19] في (ع) و(د): «غيره».
[20] في (د): «فإن إسناده فيه».
[21] في (ع) و(د): «السبع».
[22] في (د): «عليهن».
[23] في (د): «فإنهم».
[24] في (د): «بتأويل».
[25] في (د): « فأرسلوني ... فابعثوني».
[26] في (د): «بتأويلها».
[27] في (د): «سجنك».
[28] «فعبر البقرات السمان بالسنين»: ليست في (ص) و(ع).
[29] في (ع) و(د): «بعضهن».
[30] في (د): «تحزنون».
[31] في (س): «من ذكرت».
[32] «بالجر لأبي ذر ولغيره بالرفع»: ليست في (د).
[33] في (س) و(ص): «سنتين».
[34] في (ص): «إلى ابن».