إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: ليس كما تظنون إنما هو كما قال لقمان لابنه

          6937- وبه قال: (حَدَّثَنَا) ولأبي ذرٍّ: ”وَحَدَّثنا“ (إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ) المشهور بابنِ رَاهُوْيَه قال: (أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ) بفتح الواو وكسر الكاف، ابن الجرَّاح.
          (ح) لتحويل السَّند (حَدَّثَنَا) ولأبي ذرٍّ: ”وَحَدَّثنا“ (يَحْيَى) بنُ موسَى المعروف بخَتٍّ قال: (حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ) سليمان بنِ مهران (عَنْ إِبْرَاهِيمَ) النَّخعيِّ (عَنْ عَلْقَمَةَ) بنِ قيسٍ (عَنْ عَبْدِ اللهِ) بنِ مسعود ( ☺ ) أنَّه (قَالَ: لَمَّا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ) الَّتي في سورة الأنعام ({الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم}) أي: لم يخلطوه(1) ({بِظُلْمٍ}[الأنعام:82] شَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلعم وَقَالُوا: أَيُّنَا لَمْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم : لَيْسَ) هو(2) (كَمَا تَظُنُّونَ) أنَّه الظُّلم مطلقًا (إِنَّمَا هُوَ كَمَا قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ: {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}[لقمان:13]) لأنَّه تسوية بين من لا نعمة إلَّا وهي منه، وبين من لا نعمةَ منه أصلًا.
          ووجه المطابقةِ بين الحديث والتَّرجمة من حيثُ إنَّه صلعم لم يُؤاخذ الصَّحابة بحملِهم الظُّلم في الآية على عمومهِ حتَّى يتناولَ كلَّ معصيةٍ، بل عذرهم؛ لأنَّه ظاهرٌ في التَّأويل، ثمَّ بيَّن لهم المراد بما رفعَ الإشكال.
          والحديث سبقَ في أوَّل «كتاب استتابة المرتدِّين» [خ¦6918].


[1] في (د) و(ع): «يخلطوا».
[2] «هو»: زيادة من (ع).