التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب: لا يطرق أهله ليلًا إذا أطال الغيبة

          ░120▒ بَابُ لَا يَطْرُقْ أَهْلَهُ لَيْلًا إِذَا أَطَالَ الْغَيْبَةَ.
          الطُّروق _بضمِّ الطاء_ الإتيان في الليل، وكلُّ آتٍ بالليل طارق، فذكر الليل بقوله: (لَا يَطْرُقْ أَهْلَهُ لَيْلًا) غير محتاج إليه، لكنَّه زيادة إيضاح مخافة أن يخوِّنهم، أي: بنسبهم إلى الخيانة، أي: ينظر خيانتهم ويكشف أستارهم ويتفحص هل خانوا أم لا؟.
          قوله: (أَوْ يَلْتَمِسَ عَثَرَاتِهِمْ) العثرة _بالثاء المثلَّثة_ الزَّلة، والمعنى أنَّه يُكرَهُ لمن أطال سفره أن يُقدِمَ على امرأته ليلًا بغتةً، وقد أرشد في الحديث إلى العلة بقوله: ((مَخَافَةَ أَنْ يُخَوِّنَهُمْ)) وهو بتشديد الواو، وأمَّا من كان سفره قصيرًا تتوقع امرأته قدومه ليلًا فلا بأس، وكذا إن كان سفره طويلًا لكنَّه في فعل عظيم أو عسكر ونحوهم واشتُهِرَ قدومهم وعلمت امرأته أنه قادم معهم وأنهم الآن داخلون فلا بأس بقدومه متى شاء، لزوال المعنى الذي نُهِيَ بسببه، وأنَّ المراد التَّهيُّؤ وقد حصل ذلك، ويُؤيِّدُ هذا ما يجيء في الباب بعده، وقد قيَّد الشَّارع في الحديث بعده النَّهيَّ بما إذا طالت الغيبة.