التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب الشغار

          ░28▒ بَابُ الشِّغَارِ.
          هو بكسر الشين وفتح الغين المعجمتين، وأصله في اللُّغة الرَّفع، يُقَالُ: شغر الكلب برجله إذا رفعها ليبول، كأنَّه قال: لا ترفع رجل بنتي حتى أرفع رجل بنتك، وقيل: هو من شغر البلد إذا خلا لخلوِّه عن الصَّداق، وقيل: الشغر البُعد، وقيل: الاتِّساع. قال الخطَّابيُّ: وتفسير الشِّغَار بأن يُزَوِّجَ الرَّجل ابنته على أنَّه يُزَوِّجُه الآخر ابنته وليس بينهما صداق يُروَى مقرونًا بالحديث، ويُقَالُ: إنَّه من كلام نافع. وقال الخطيب: ليس بمرفوع وإنَّما هو من قول مالك وصله بالمتن المرفوع، بيَّن ذلك القعنبي وابن مهدي. وقال الشافعي: لا أدري تفسير الشِّغَار في الحديث عن رسول الله أو من ابْنِ عُمَرَ أو من نَافِعٍ أو من مَالِك، وروى أبو هريرة: ((نَهَى رَسُولُ اللَّهِ عَنِ الشِّغَارِ)) وَالشِّغَارُ أَنْ يقول الرَّجل للرجل: زوِّجني بنتك وأُزوِّجُك ابنتي، وزوِّجني أختك وأُزوِّجُك أختي. قال البيهقي: ورواه نافع بن يزيد عن ابن جريج عن أبي الزُّبير عن جابر بزيادة: ((والشغار أن ينكح هذه بهذه بغير صداق، بضع هذه صداق هذه، وبضع هذه صداق هذه)) قال: ونسبه إن كانت هذه الرِّواية صحيحة أن يكون هذا التَّفسير من قول ابن جريج أو من قول من فوقه.