التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب هجرة النبي نساءه في غير بيوتهن

          ░92▒ بَابُ (1) هِجْرَةِ النَّبِيِّ صلعم نِسَاءَهُ فِي غَيْرِ بُيُوتِهِنَّ.
          قوله: (وَيُذْكَرُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ رَفْعُهُ غَيْرَ أَنْ لَا تُهْجَرَ إِلَّا فِي الْبَيْتِ) (حَيْدَةَ) بفتح الحاء المهملة وسكون
          المثناة من تحت وبدال مهملة وفي آخره هاء القُشَيري _بضم القاف وفتح الشين المعجمة_ الصَّحابي البصري، غزا خرسان ومات بها، ويُذكَرُ بصيغة التمريض، والمذكور هو لا هجرة إلا في البيت، و(رَفْعُهُ) جملة حالية، أي: ويُذكَرُ عنه، و(لاَ تُهْجَرَ إِلَّا فِي البَيْتِ) مرفوعًا إلى النَّبيِّ صلعم ، أشار بما ذكر عن معاوية بن حيدة إلى ما رواه حليم بن معاوية عن أبيه قال: قلت يا رسول الله: ما حقُّ زوجة أحدنا عليه؟ قال: ((أن يُطعِمُهَا إِذَا طَعِمْتَ، وَيَكْسُوهَا إِذَا اكْتَسَتَ، وَلَا يضْرِبِ الْوَجْهَ وَلَا يُقَبِّحْ، وَلَا يهْجُرْ إِلَّا فِي الْبَيْتِ)) رواه أحمد بن حنبل وأبو داود وابن ماجه في كتبهم، يقولونه: ((ولا يقبِّح)) أي: لا يسمعها المكروه ولا يشتمها بأن يقول: قبَّحك الله وما أشبهه من الكلام.
          وقوله: (ولَا تُهْجَرَ إِلَّا فِي الْبَيْتِ) أي: إلَّا في المضجع، ولا يتحوَّل عنها فيتركها في بيت خالي، أو يحوِّلها إلى دار أخرى عند نسوة أو محارم.
          قوله: (وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ) أي: حديث أنس، وهو ((أنَّه ◙ آلَى من نِسائِهِ شَهْرًا وقَعَدَ فِي مَشْرُبَةٍ له)) الحديث. وفيه أنَّ الهجرة في غير البيوت أصح إسنادًا من الهجرة فيها، وفي بعضها (غير ألا يهجر إلا في البيت).


[1] في الأصل:((قوله)).