التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب الثيبات

          ░10▒ بَابُ تَزْوِيجِ الثَّيِّبَاتِ.
          قوله: (وَقَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ) أي: وهي رملة بنت أبي سفيان صخر بن حربٍ الأمويَّة أمُّ المؤمنين، وهي بالكنية أشهر منها بالاسم (قَالَ لِي النَّبِيُّ صلعم : لَا تَعْرِضْنَ عَلَيَّ بَنَاتِكُنَّ وَلَا أَخَوَاتِكُنَّ) هذا أسنده من بعد عن الحكم بن نافع: (حَدَّثَنَا شعيب عن الزُّهري، أخبرني عروة أنَّ زينب بنت أبي سلمة أخبرته عنها) ووجه مطابقة قول أمِّ حبيبة للتَّرجمة أنَّه خاطب أزواجه ونهاهنَّ أن يعرضن عليه بناتهنَّ لحرمتهنَّ، وهو تحقَّق أنَّه ◙ تزوَّج الثَّيب ذات البنت، نبَّه عليه ابن التين، قال: وضُبِطَ (لا تَعْرِضُنَ) بضمِّ الضَّاد، ولا أعلم له وجهًا، لأنَّه خاطب النِّساء أو واحدةً منهنَّ، فإن كان خطابه لجماعة النِّساء وهو الأبين فصوابها تسكينها، لأنَّه فعل مستقلٌّ مبنيٌّ على أصله مع كون جماعة النِّساء، ولو أدخلت عليه النُّون المشدَّدة لكان تعرضنان، لأنَّه يجتمع ثلاث نونات فيُفرَّقُ بينهنَّ بألف، ولو كانت النُّون الخفيفة لم يصحَّ لأنَّها لا تدخل في جماعة النِّساء ولا في الاثنين، وإن كان خطابًا لأمِّ حبيبة وحدها فتكون الضَّاد مكسورةً والنُّون / مشدَّدةً، فإن كان الفعل مؤكَّدًا بالنُّون الخفيفة كانت النُّون ساكنةً.