التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب ما يكره من التبتل والخصاء

          ░8▒ بَابُ مَا يُكْرَهُ مِن التَّبَتُّلِ وَالْخِصَاءِ.
          قال العلماء: التَّبتُّل هو الانقطاع عن النِّساء وعن الاستمتاع بهنَّ انقطاعًا إلى عبادة الله، وأصل التبتُّل القطع، ومنه مريم البتول وفاطمة البتول، لانقطاعهما عن نساء زمانهما فضلًا ودينًا وحسبًا ورغبةً في الآخرة، وامرأةٌ بتول، أي: منقطعةٌ عن الرِّجال لا شهوة لها فيهم، فمريم أمُّ المسيح ◙ بتولٌ مِن هذا، وفاطمة مما قدَّمناه، وكان التَّبتُّل من شريعة النَّصارى فنهى النَّبيُّ صلعم أمَّته عنه لتكثير النَّسل، وهو المراد من قوله في الحديث: (رَدَّ على عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ التَّبَتُّلَ) قال النَّوَوِي: وهذا عند أصحابنا محمولٌ على من تاقت نفسه إلى النِّكاح ووجد مؤنته وأضرَّ به التَّبتُّل بالعبادات الكثيرة الشَّاقَّة، أمَّا الإعراض عن الشَّهوات واللَّذَّات من غير إضرارٍ بنفسه ولا تفويت حقٍّ لزوجته ولا غيرها فذلك فضيلةٌ لا منْع منها بل مأجورٌ بها.