عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

حديث: لو دخلوها لم يزالوا فيها إلى يوم القيامة
  
              

          7257- (ص) حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَن، عَنْ عَلِيٍّ ☺ : أَنَّ النَّبِيَّ صلعم بَعَثَ جَيْشًا وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا، فَأَوْقَدَ نَارًا وَقَالَ: ادْخُلُوهَا، فَأَرَادُوا أَنْ يَدْخُلُوهَا، وَقَالَ آخَرُونَ: إِنَّما فَرَرْنَا مِنْهَا، فَذَكَرُوا لِلنَّبِيِّ صلعم ، فَقَالَ لِلَّذِينَ أَرَادُوا أَنْ يَدْخُلُوهَا: «لَوْ دَخَلُوهَا لَمْ يَزَالُوا فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» وَقَالَ لِلآخَرِينَ: «لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةٍ، وَإِنَّما الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ».
          (ش) قال ابن التين ما حاصله: أنَّهُ لا مطابقة بين هذا الحديث والترجمة؛ لأنَّهم لم يطيعوه، ورُدَّ عليه بأنَّهم كانوا مطيعين له في غير دخول النار، وبه يتمُّ المقصود.
          قوله: (غُنْدَرٌ) هو لقب مُحَمَّد بن جعفرٍ، و(زُبَيْدٌ) بِضَمِّ الزاي وفتح الباء المُوَحَّدة، مصغَّر (زبد) ابن الحارث الياميُّ؛ بالياء آخر الحروف، و(سَعْدُ بْنُ عُبَيْدَةَ) بالضمِّ، خَتَنُ أبي عبد الرَّحْمَن السُّلميِّ، واسمه عبد الله.
          والحديث مضى في أوائل (الأحكام) في (باب السمع والطاعة للإمام) فَإِنَّهُ أخرجه هناك بأتمَّ منه عن عُمَر بن حفصٍ، ومضى الكلام فيه.