عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

حديث: لا يمنعن أحدكم أذان بلال من سحوره
  
              

          7247- (ص) حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ عَنْ يَحْيَى، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم : «لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ أَذَانُ بِلَالٍ مِنْ سُحُورِهِ، فَإِنَّهُ يُؤَذِّنُ _أَوْ قَالَ: يُنَادِي_ لِيَرْجِعَ قَائِمَكُمْ، وَيُنَبِّهَ نَائِمَكُمْ، وَلَيْسَ الْفَجْرُ أَنْ يَقُولَ هَكَذَا _وَجَمَعَ يَحْيَى كَفَّيْهِ_ حَتَّى يَقُولَ هَكَذَا» وَمَدَّ يَحْيَى إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَتَيْنِ.
          (ش) مطابقته للترجمة تُؤخَذ مِن قوله: (لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ أَذَانُ بِلَالٍ مِنْ سُحُورِهِ) فَإِنَّهُ يخبر أنَّ هذا الوقت الذي يؤذِّن فيه مِنَ اللَّيل حَتَّى يجوز التسحُّر في ذلك الوقت، وهو خبرٌ واحدٌ صدوقٌ في هذا الأذان.
          و(يَحْيَى) هو ابن سعيد القَطَّان، و(التَّيْمِيُّ) هو سليمان بن طَرْخان، و(أَبُو عُثمَانَ) هو عبد الرَّحْمَن النَّهْدِيُّ؛ بفتح النون وسكون الهاء.
          والحديث مضى في (باب الأذان قبل الفجر).
          قوله: (مِنْ سُحُورِهِ) بالضمِّ؛ وهو التسحُّر، وبالفتح: ما يتَسحَّر به مِن أكله.
          قوله: (أَوْ قَالَ: يُنَادِي) شكٌّ مِنَ الراوي.
          قوله: (لِيَرْجِعَ) مِنَ الرجع، وهو متعدٍّ، ومِنَ الرجوع لازمٌ.
          قوله: (هَكَذَا) أي: مستطيلًا غير منتشرٍ، وهو الصبح الكاذب.
          قوله: (وَجَمَعَ يَحْيَى) هو يحيى القَطَّان الراوي.
          قوله: (حَتَّى يَقُولَ هَكَذَا) أي: حَتَّى يصير مستطيلًا منتشرًا في الأفق ممدودًا مِنَ الطرفين اليمين والشمال، وهو الصبح الصادق.