عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

حديث حذيفة: لأبعثن إليكم رجلًا أمينًا حق أمين
  
              

          7254- (ص) حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلعم قَالَ لأَهْلِ نَجْرَانَ: «لأَبْعَثَنَّ إِلَيْكُمْ رَجُلًا أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ» فَاسْتَشْرَفَ لَهَا أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلعم ، فَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ ☺ .
          (ش) مطابقته للترجمة في قوله: (لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْكُمْ رَجُلًا أَمِينًا).
          و(أَبُو إِسْحَاقَ) هو عَمْرو بن عبد الله السَّبِيعيُّ، و(صِلَةُ) بكسر الصاد المُهْمَلة وفتح اللَّام المُخَفَّفَة، ابن زُفَر، و(حُذَيْفَةُ) ابن اليمان العَبْسِيُّ.
          والحديث مضى في (مناقب أبي عُبَيدة) عن مسلم بن إبراهيم، وفي (المغازي) عن بُنْدَارٍ، وعن عَبَّاس بن الحسين.
          قوله: (لِأَهْلِ نَجْرَانَ) وقصَّتهم ما رواه البُخَاريُّ في (المغازي) : حدَّثني عَبَّاس بن الحُسَين: حَدَّثَنَا يحيى بن آدم عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، / عن صِلَة بن زُفَر، عن حذيفة قال: جاء العاقب والسيِّد صاحبا نجران إلى رسول الله صلعم ... الحديث، وفيه: ابعث معنا رجلًا أمينًا، فقال صلعم : «لأبعثنَّ إليكم رجلًا أمينًا...» الحديث.
          قوله: (لِأَهْلِ نَجْرَانَ) بفتح النون وسكون الجيم، وهو بلدٌ باليمن.
          قوله: (فَاسْتَشْرَفَ لَهَا) أي: تطلَّع لها ورغبوا فيها حرصًا على أن يكون هو الأمين الموعود الموصوف، لا حرصًا على الولاية والأمانة، وإن كانت مشتركةً بين الكلِّ، لكنَّ النَّبِيَّ صلعم خصَّ بعضهم بصفاتٍ غلبت عليهم وكانوا بها أخصَّ؛ كالحياء بعثمان ☺ .