عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب: ظهر المؤمن حمًى إلا في حد أو حق
  
              

          ░9▒ (ص) بَابٌ ظَهْرُ الْمُؤْمِنِ حِمًى إِلَّا فِي حَدٍّ أَوْ حَقٍّ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيان أنَّ ظهر المؤمن حِمًى _بكسر الحاء_ أي: مَحمِيٌّ؛ أي: محفوظ عن الإيذاء، وقال ابن الأثير: يقال: أحميتُ المكانَ، فهو مَحمِيُّ؛ إذا جعلتَه حِمًى؛ أي: محظورًا لا يُقرَب، وحميتُه حمايةً؛ إذا دفعتَ عنه ومنعتَ منه مَن يَقربُه.
          قُلْت: أصل (حِمًى) (حِمَيٌ) على وزن (فِعَل).
          قوله: (إِلَّا فِي حَدٍّ) أي: لا يُحمى في حدٍّ وجب عليه (أَوْ حَقٍّ) أي: أو في حقِّ أحدٍ، وقال المُهَلَّب: قوله: «ظَهْرُ الْمُؤْمِنِ حِمًى» يعني: أنَّهُ لا يحلُّ للمسلم أن يستبيح ظهر أخيه ولا بَشَرَتَه لنائرةٍ تكون بينه وبينه أو عداوةٍ؛ كما كانت الجاهليَّة تفعله وتستبيحه مِن الأعراض والدماء، وإِنَّما يجوز استباحةُ ذلك في حقوق الله، أو حقوق الآدميِّين، أو في أدبٍ لمن قصَّر في الدين؛ كتأديب عمر ☺ بالدِّرَّة.
          وهذه الترجمة لفظُ حديثٍ أخرجه أبو الشيخ في كتاب «السرقة» مِن طريق مُحَمَّد بن عبد العزيز بن الزُّهْريِّ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلعم : «ظهورُ المسلمين حِمًى إلَّا في حدود / الله» ومُحَمَّد بن عبد العزيز ضعيفٌ، وأخرجه الطبرانيُّ مِن حديث عصمة بن مالك الخطميِّ بلفظ: «ظهر المؤمن حِمًى إلَّا بحقِّه» وفي سنده الفضل بن مختارٍ، وهو ضعيفٌ، ومِن حديث أبي أمامة: «مَن جرَّد ظهرَ مسلمٍ بغير حقٍّ؛ لقي الله وهو عليه غضبان»، وفي سنده أيضًا مقالٌ.