عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

حديث: الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله
  
              

          5353- (ص) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلعم : «السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوِ الْقَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ».
          (ش) مطابقته للترجمة مِن حيث إنَّ الساعي على الأرملة هو الذي يسعى لتحصيل النفقة على الأرملة التي لا زوج لها.
          و(ثَوْرٌ) بالثاء المُثَلَّثة، و(أَبُو الغَيْثِ) سالمٌ مولى ابن مُطِيعٍ القرشيِّ.
          والحديث أخرجه البُخَاريُّ أيضًا في (الأدب) عن القَعْنَبِيِّ، وأخرجه مسلمٌ أيضًا في (الأدب) عن القَعْنَبِيِّ، وأخرجه التِّرْمِذيُّ في (البرِّ) عن إسحاق بن موسى، وأخرجه النَّسائيُّ في (الزكاة) عن عَمْرو بن منصورٍ، وأخرجه ابن ماجه في (التجارات) عن يعقوب بن حُمَيدٍ.
          قوله: (أَوْ: القَائِمِ اللَّيْلَ) شكٌّ مِنَ الراوي، وفي رواية معن بن عيسى وابن وهبٍ وابن بُكَيرٍ وآخرين عن مالكٍ بلفظ: «أو كالذي يصوم النهار ويقوم اللَّيل»، وفي رواية ابن ماجه مِنَ الدراورديِّ عن ثورٍ مثله، ولكن بالواو، لا بـ(أو)، ويجوز في (القائم اللَّيل) الحركات الثلاثة كما في (الحسن الوجه) في الوجوه الإعرابيَّة وإن اختلفا في بعضها بكونه حقيقةً أو مجازًا.