عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

حديث: يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم
  
              

          5058- (ص) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّد بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَن، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ☺ أنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلعم يَقُولُ: «يَخْرُجُ فِيكُمْ قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلَاتَكُمْ مَعَ صَلَاتِهِمْ، وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ، وَعَمَلَكُمْ مَعَ عَمَلِهِمْ، وَيَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينَ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يَنْظُرُ فِي النَّصْلِ فَلَا يَرَى شَيْئًا، وَيَنْظُرُ فِي الْقِدْحِ فَلَا يَرَى شَيْئًا، وَيَنْظُرُ / فِي الرِّيشِ فَلَا يَرَى شَيْئًا، وَيَتَمَارَى فِي الْفُوقِ».
          (ش) مطابقته للترجمة نحو مطابقة الحديث الذي قبله، وهذا الحديث أيضًا مضى في (علامات النبوَّة) مطوَّلًا، ومضى الكلام فيه هناك، ولنذكُر بعض شيءٍ:
          قوله: (وَعَمَلُكُمْ مَعَ عَمَلِهِمْ) مِن عَطْفِ العَامِّ عَلَى الخَاصِّ.
          قوله: (يَنْظُرُ) أي: الرامي؛ هل فيه شيءٌ مِن أثر الصيد مِنَ الدم ونحوه؟ ولا يرى أثرًا منه، و(النَّصْل) هو حديد السهم، و(القِدْح) بكسر القاف: السهم قبل أن يُراش ويركَّب بنصله.
          قوله: (وَيَتَمَارَى) أي: يشكُّ الرامي (فِي الْفُوقِ) بِضَمِّ الفاء، وهو مدخل الوتر منه، هل فيه شيءٌ مِن أثر الصيد؟ يعني: نَفَذ السهم المرميُّ بحيث لم يتعلَّق به شيءٌ، ولم يظهر أثره فيه، فكذلك قراءتهم لا يحصل لهم منها فائدة، قال الكَرْمَانِيُّ: ويحتمل أن يكون ضمير «يتمارى» راجعًا إلى الراوي؛ أي: يشكُّ الراوي في أنَّ رسول الله صلعم ذكر الفُوق أم لا، والله أعلم.