الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب كراهية النبي أن تعرى المدينة

          ░11▒ (باب كَرَاهِيَةِ): بتخفيف التَّحتيَّة من إضافة المصدر إلى فاعله (النَّبِيِّ صلعم أَنْ تُعْرَى الْمَدِينَةُ): بضمِّ تاء ((تُعرَى)) للأكثر، من أعريت المكانَ جعلته خالياً، ولأبي ذرٍّ: <تَعرى> بفتحها؛ أي: تخلو، والعين ساكنةٌ فيهما، ونقل عياضٌ عن المستملي في كتاب الصلاة: أنه رواه: بفتح العين وتشديد الراء، وادَّعى أنه خلاف الصواب، وقال الدَّماميني هنا: وهي صوابٌ أيضاً، جعل سكان المدينة بمثابة / اللباس السَّاتر لها، وإخلائهم إيَّاه بمثابة التَّعرية من ثيابها على سبيل الاستعارة، انتهى.
          وقال الكرمانيُّ: تعرى من العراء وهو الخلوُّ، يقال: تركه عراءً؛ أي: خالياً، والعَرَاء _بالمدِّ_ الفضاءُ الذي لا سترةَ له، أو من الإعراء، يقال: أعريتُ المكانَ؛ أي: جعلته خالياً، وتعرى المدينة؛ أي: يجعل حواليها خالية، انتهى.