غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

مطرف بن عبد الله بن الشخير

          1290 # مُطَرِّفُ بنُ عبدِ الله بن الشِّخِّير _بكسر المعجمة، وشدَّة الخاء المعجمة_ أبو عبد الله، العامريُّ، الحَرَشِيُّ _بفتح المهملتين، وكسر المعجمة_ من بني حريش، البصريُّ.
          ثقة، عابد، فاضل، تابعيٌّ(1) .
          سمع عمران بن حصين.
          روى عنه: أخوه يزيد، وقتادة، وغَيْلانُ بن جَرير، ويزيدُ الرِّشْكُ(2) .
          نقل عنه البخاريُّ بالواسطة، في كتاب الصَّلاة [خ¦784] ، وفي الحجِّ [خ¦1571] .
          وقد مرَّ قصَّته مع عمران بن حصين في ترجمته.
          مات بعد طاعون الجارف، وكان الطَّاعون سنة سبع، أو ثمان وثمانين. قال عمرو بن عليٍّ: مات سنة خمس وتسعين. قال كاتب الواقديِّ: توفِّي أوَّل ولاية الحجَّاج بن يوسف.
          فائدة:
          قال النَّوويُّ في شرح مسلم(3) : اختلف قول العلماء في طاعون الجارف اختلافاً شديداً متبايناً بعيداً، فقال ابن عبد البرِّ: كان سنه اثنتين(4) وثلاثين ومئة. وقال ابن قتيبة(5) : كان زمن ابن الزُّبير، سنة سبع وستِّين. وقال القاضي عياض: كان سنة تسع عشرة ومئة. وقال يحيى القطَّان: كان سنة سبع وثمانين. وذكر أيضاً أنَّه كان سنة سبع وثلاثين ومئة.
          قال النَّوويُّ: فهذه أقوال متعارضة، ويجوز أن يجمع بينها(6) بأنَّ كلَّ طاعون منها من هذه(7) يسمَّى جارفاً؛ لأنَّ معنى الجرف، وهو الغرف من فوق الأرض، وكسح ما عليها موجود في الجميع، وسمِّي هذا الطَّاعون جارفاً لكثرة من مات فيه من النَّاس.
          قال: [قال] أبو الحسن المدائنيُّ: الطَّواعين المشهورة العظام في الإسلام خمسة: طاعون شِيْرَويه بالمدائن، على عهد النَّبيِّ(8) صلعم، سنة ستٍّ من الهجرة، ثمَّ طاعون عَمَواس، زمن عمر بن الخطَّاب بالشَّام، مات (فيه) في ثلاثة أيَّام، في كلِّ يوم سبعون ألفاً، مات فيه لأنس بن مالك ثلاثة وثمانون ابناً، وقيل: ثلاثة وسبعون ابناً، ومات لعبد الرَّحمن بن أبي بَكْرَة(9) أربعون ابناً، ثمَّ طاعون الفتيات، في شوَّال، سنة سبع وثمانين، وسمِّي بذلك لأنَّه بُدي بالجواري والعذارى، (في البصرة) وواسط والشَّام والكوفة، وكان الحجَّاج يومئذ بواسط، في ولاية عبد الملك بن مروان، ويقال له أيضاً: طاعون الأشراف؛ لما مات فيه من الأشراف، ثمَّ طاعون (مسلم بن قتيبة)، سنة إحدى وثلاثين ومئة، في رجب، واشتدَّ في رمضان، فكان يحصى في سكَّة المِرْبَد كلَّ يوم ألف جنازة [أيَّاماً] ، ثمَّ خفَّ في شوَّال، وكان بالكوفة طاعون، وهو الذي مات فيه المغيرة بن شعبة سنة خمسين، وكان طاعون عمواس سنة تسع عشرة، أو ثمان عشرة، وعمواس قرية بين الرَّملة وبيت المقدس، نسب الطَّاعون إليها؛ لكونه بدأ منها، وقد مضى ذكره، وقيل: لأنَّه عمَّ النَّاس، وتواسوا فيه، انتهى كلام النَّوويُّ.


[1] في غير (ن): (ثقة تابعي ثبت فاضل).
[2] في (ن) تصحيفاً: (الرشيك).
[3] 1/106.
[4] في (ن): (اثنين).
[5] في (ن) تصحيفاً: (ابن عيينة).
[6] في (ن): (بينهما).
[7] في (ن): (من حضره).
[8] في غير (ن): (على عهد رسول الله).
[9] في (ن) تصحيفاً: (بكر).