غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

محمد بن عبد الله بن محمد الرقاشي

          1181 # محمَّد بن عبد الله بن محمَّد بن عبد الملك، أبو عبد الله، الرَّقَاشِيُّ _بفتح الرَّاء، وخفَّة القاف، آخره معجمة_ منسوب إلى امرأة، تسمَّى رَقَاش، من قيس عيلان، كثرتْ أولادها حتَّى صاروا قبيلة، منهم أبو عبد الله هذا، وهو بصريٌّ.
          ثقة، متعبِّد، عاقل، يقال: إنَّه كان يصلِّي في اليوم واللَّيلة أربعمئة ركعة. وكان أبو حاتم يقول: حدَّثنا محمَّد بن عبد الله الرَّقاشيُّ، الثِّقة الرِّضا. قاله ابن السَّمعانيِّ(1) .
          قال الكلاباذيُّ(2) : سمع محمَّدٌ معتمرَ بن سليمان، [روى عنه البخاريُّ من غير واسطة، في تفسير الأحزاب [خ¦4791] ، وعدَّة الصَّحابة [خ¦3965] .
          وقال ابن السَّمعانيِّ: وسمع مالك بن أنس، وحمَّاد بن زيد، وجعفر بن سليمان،]
ويزيدَ بن زُريع، [ومعتمر بن سليمان،] وبشر بن المفضَّل، وسمع منه ابنه عبد الملك أبو قِلاَبَة، ومحمَّد بن يحيى الذُّهْليُّ، وأبو حاتم الرَّازيُّ، وحنبل بن إسحاق، ويعقوب بن شيبة، ومحمَّد بن الحسين البُرْجُلانيُّ، وأبو إسماعيل التِّرمذيُّ. قلت: وكلُّ هذا خارج الصَّحيح إلَّا المعتمر.
          توفِّي سنة عشرين ومئتين، وقيل: سنة سبع عشرة، أو تسع عشرة.
          تنبيه:
          محمَّد هذا ابنه(3) كان يكنَّى أبا محمَّد، ثمَّ كنِّي أبا قِلابة، واشتهر بذلك، وكان من أهل البصرة، فانتقل منها، واستوطن بغداد، وحدَّث بها إلى حين وفاته، وكان مذكوراً بالصَّلاح والخير، وكان سمح الوجه، قال الدَّارقطنيُّ: كان صدوقاً، كثير الخطأ في الأسانيد والمتون، وكان يحدِّث من حفظه، وكثرت الأوهام منه. وكانت ولادته سنة تسعين ومئة، وحكي أنَّ أمَّه قالت _لمَّا حملت به_: رأيت في المنام كأنِّي ولدت هدهداً، فقيل [لي] : إن صدقت رؤياك ولدت ولداً يكثر الصَّلاة. وكان يصلِّي في اليوم واللَّيلة أربعمئة ركعة، وحدَّث من حفظه ستِّين ألف حديث، ومات في شوَّال، سنة ستٍّ وسبعين(4) ومئتين، ودفن باب خراسان، في بغداد، قاله ابن السَّمعانيِّ. قلت: وليس هذا(5) من رجال البخاريِّ.


[1] الأنساب:6/151.
[2] الهداية والإرشاد:2/658.
[3] في غير (ن): (لمحمد هذا ابن).
[4] في (ن) تصحيفاً: (ستة وأربعين).
[5] يعني أبا قلابة عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي.