غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن

          1177 # محمَّدُ بنُ عبدِ الله بن عبد الرَّحمن بن أبي صَعْصَعَةَ، الأنصاريُّ، المازنيُّ، النَّجَّاريُّ، بالنُّون ثمَّ الجيم المشدَّدة(1) .
          ثقة، مدنيٌّ، هو أخو عبد الرَّحمن بن عبد الله، وأيوب بن عبد الله.
          حدَّث عن: أبيه، وسَعيد بن يَسَار.
          روى عنه البخاريُّ بالواسطة، في الزَّكاة(2) في موضعين [خ¦1459] [خ¦1484] .
          قال أبو نصر(3) : قال ابن المبارك: ابن صعصعة. ولم يقل: ابن أبي. يعني لم يجعل كنيته.
          اعلم أنَّ النَّجَّاريَّ نسبة إلى ثلاثة أشياء: أحدها بطن من الخزرج، منها أنس بن مالك، الثَّاني محلَّة بالكوفة، يقال لهم: بنو النَّجَّار. الثَّالث إلى مذهب طائفة من المعتزلة يقال لهم: النَّجَّاريَّة. وهم كما قال ابن السَّمعانيِّ(4) : طائفة بالرَّيِّ ينتسبون إلى الحسين بن محمَّد النَّجَّار الرَّازيِّ، وكان ينفي عذاب القبر ورؤية الرَّبِّ، وكان يقول بخلق القرآن، وكان يقول: إذا قرئ فهو عرض، وإذا كتب فهو جسم. وهذا كفر عظيم؛ لأنَّه يلزمهم على هذا القول أن [يقولوا: إنَّ] كلام الله إذا كتب بدم أو بشيء نجس صارت تلك الحروف المقطَّعة من الدَّم والنَّجاسة كلام الله، فيصير الدَّم وغيره من الأنجاس(5) كلام الله، وزعم أنَّ الخشب والحجر إذا نقرت فيه الحروف آية(6) من الآيات، صارت الأجزاء من الخشب والحجر كلاماً لله بعد أن كانت خشباً وحجراً، منهم القاضي عبد الوهَّاب النَّجَّاريُّ.


[1] جاء في (ن) هنا: (المازني) وهي مكررة فلم أثبتها.
[2] وقع اسمه في الحديث الأول محمد بن عبد الرحمن، قال ابن حجر في الفتح 3/333: نسب إلى جدِّه، ونسب جدُّه إلى جدِّه.
[3] في الهداية والإرشاد:2/655، وفيه: قال ابن المبارك: عن مالك بن صعصعة، وهو تصحيف، وما عندنا على الصحة.
[4] في الأنساب:5/460.
[5] في غير (ن): (من النجاسة).
[6] في غير (ن): (أنه).