غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

محمد بن خازم

          1156 # محمَّد بن خازم _بالمعجمة، وزاي معجمة، آخره ميم_ أبو معاوية، الضَّرير، الكوفيُّ.
          عمي وهو صغير، وهو ثقة، أحفظ النَّاس لحديث الأعمش، وقد يَهِمُ في حديث غيره، وقد رمي بالإرجاء، وهو مشهور بكنيته، قال / يحيى بن معين: كان أثبت أصحاب الأعمش بعد شعبة وسفيان. وقال أبو حاتم: أثبت النَّاس في الأعمش سفيان، ثمَّ أبو معاوية. وقال يعقوب بن شيبة وابن سعد: كان ثقة، وربَّما دلَّس، وكان يرى الإرجاء. ووثَّقه النَّسائيُّ، وابن خِرَاش، [وزاد ابن خراش،] وقال: إنَّ في حديثه من غير الأعمش اضطراباً. وكذا قال أحمد وغيره، وقال: إنَّ في حديثه عن هشام بن عروة اضطراباً. قال ابن حجر(1) : لم يحتجَّ به البخاريُّ إلَّا في الأعمش، وله عن هشام عدَّة(2) أحاديث توبع عليها، وله عن بُرَيْد بن أبي بردة حديث واحد، تابعه عليه أبو أسامة عند التِّرمذيِّ، واحتجَّ به الباقون، وهو سَعْديٌّ مولاهم، تَميميٌّ، مِنْقَريٌّ، بكسر الميم، وسكون النُّون، وفتح القاف. قال الكلاباذيُّ(3) : هو مولى المِنْقَريِّين. والأوَّل قول السَّمعانيِّ(4) ، وهو كوفيٌّ.
          سمع: هشام بن عروة، والأعمش.
          روى عنه: عليُّ بن المدينيِّ، ومحمَّد بن سَلاَم، وقتيبة، ومُسَدَّد، ويوسف بن عيسى، وأبو موسى الزَّمِنُ اسمه محمَّد بن المثنَّى.
          قال وكيع: كان أبو معاوية يعدُّها علينا والأعمش حيٌّ ألفاً وسبعمئة. قال أبو معاوية: مرضت مرضة، فنسيت أربعمئة.
          [قال في الإحياء في باب أدب الأكل(5) : إنَّ هارون الرَّشيد دعا أبا معاوية إلى طعام، ثمَّ صبَّ الرَّشيد الماء على يده في الطِّست، فلمَّا فرغ قال: يا أبا معاوية، أتدري من صبَّ على يدك؟ قال: لا. قال: صبَّ أمير المؤمنين. فقال: يا أمير المؤمنين، إنَّما أكرمت العلم، وجللت، فأجلَّك الله، وأكرمك كما أجللت العلم وأهله] .
          نقل عنه البخاريُّ بالواسطة في مواضع، أوَّلها: في باب المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، من كتاب الإيمان [خ¦10] .
          ولد سنة ثلاث عشرة ومئة، وتوفِّي سنة خمس وتسعين ومئة، في ربيع الأوَّل، وعمي(6) وهو ابن أربع سنين، أو ثمان.
          واعلم أنَّه ليس في البخاريِّ خازم، بالمعجمتين بينهما ألف إلَّا والد محمَّد هذا، وقال الكرمانيُّ(7) : إنَّه مولى لتميم.


[1] مقدمة الفتح: ص438.
[2] في (ن) تصحيفاً: (عن).
[3] الهداية والإرشاد:2/646.
[4] الأنساب:7/139.
[5] جاء في (ن): (قال ابن حبان) وهو تصحيف والتصويب من الإحياء:2/8.
[6] تكرر في (ن) كلمة (وعمي).
[7] شرح البخاري:1/90.