غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

محمد بن جعفر أبو عبد الله الهذلي غندر

          1141 # محمَّد بن جعفر، أبو عبد الله، الهُذَليُّ مولاهم، البصريُّ، صاحب الكرابيس، الشهير بغُنْدَر، تلميذ شعبة، [قرأ عليه عشرين سنة، وكان شعبة] زوج أمِّه، وغندر بضمِّ المعجمة، وسكون النُّون، وفتح المهملة على المشهور، / وحكى الجوهريُّ ضمَّ المهملة أيضاً، وتبعه عليه في القاموس(1) ، والغندر التَّشغيب، وأهل الحجاز يسمُّون التَّشْغِيب غندراً، وسبب تسميته به أنَّ ابن جُريج نزل البصرة، فاجتمع النَّاس عليه، فحدَّث بحديث عن الحسن، وأنكر النَّاس عليه، وكان محمَّد بن جعفر يكثر من السُّؤال _في مجلس ابن جريج_ والتَّشْغِيبِ عليه، فقال: ما تريد يا غندر؟ اسكت يا غندر. فلزمه اللَّقب. قال في القاموس: يقال للمُبْرِم المُلِحِّ: غندر. والغُنْدر: السَّمين الغليظ النَّاعم أيضاً.
          حدَّث غندر عن: شعبة، ومعمر، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند.
          روى عنه: عليُّ بن المدينيِّ، وعمرو بن عبَّاس، وإسحاق بن راهويه الحنظليُّ، وبُندار، وأبو موسى الزَّمِن، وبشر بن خالد، ومحمَّد بن الوليد.
          نقل عنه البخاريُّ بالواسطة في مواضع، أوَّلها: في باب ظلم دون ظلم، من كتاب الإيمان [خ¦32] .
          توفِّي سنة ثنتين، أو أربع وتسعين ومئة.
          قال يحيى بن معين: كان غندر(2) من أصحِّ النَّاس كتاباً، وأراد بعضهم أن يخطِّئه فلم يقدر عليه، ألقى علينا ذات يوم جِرَاباً من جُرُبِ الطَّيَالِسة، وأحاديث ابن عيينة، فقال: اجهدوا أن تخرجوا فيه (خطأً). فما وجدنا فيها شيئاً، وكان يصوم منذ خمسين سنة يوماً ويوماً [لا] . وقال عبد الرَّحمن بن مهديٍّ: كنَّا نستفيد من كتب غندر في حياة شعبة. [قال وكيع: ما نقل ذلك الصَّحيح الكتاب؟ قلت: صاحب الطَّيالسة؟ قال: نعم. يعني غندراً، قال: وهو أثبت منِّي في شعبة] . وهو أحد الأثبات المتقنين، من أصحاب شعبة، اعتمده الأئمَّة كلُّهم؛ حتَّى قال عليُّ بن المدينيِّ: هو أحبَّ إليَّ من عبد الرَّحمن بن مهديٍّ في شعبة. وقال ابن المبارك: إذا اختلف النَّاس في شعبة فكتاب غندر حكم بينهم. لكن قال أبو حاتم: يكتب حديثه عن غير شعبة، ولا يحتجُّ به. قال ابن حجر(3) : أخرج له البخاريُّ عن شعبة كثيراً، وأخرج له حديثاً عن معمر، وآخر عن عبد الله بن سعيد توبع فيهما، وروى له الباقون.


[1] قال في القاموس: غندر، كجُنْدَب وقنفُذ.
[2] في (ن): (كان غندراً) وهو لحن.
[3] مقدمة الفتح: ص438.