غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

محمد بن ميمون

          1241 # محمَّدُ بنُ مَيْمُون، أبو حمزة، السُّكَّريُّ، المَرْوَزيُّ.
          ثقة، فاضل، مستجاب الدَّعوة، وسئل عبد الله عن الأئمَّة الذين يقتدى بهم، فذكر أبا بكر وعمر، حتَّى انتهى إلى أبي حمزة، وهو حيٌّ، وسئل عن الاتِّباع، فقال: الاتِّباع ما كان (عليه) الحسين بن واقد، وأبو حمزة السُّكَّريُّ. قال أحمد(1) بن حنبل: هو أحبُّ إليَّ من الحسين، وأراد جار لأبي حمزة أن يبيع داره، فقيل له: بكم؟ فقال: بألفين ثمن الدَّار، وألفين جوار أبي حمزة(2) . فبلغه ذلك، فوجَّه إليه بأربعة آلاف، وقال: خذ هذا ولا تبع(3) دارك. وكان إذا مرض أحد من جيرانه تصدَّق بمثل نفقة المريض، وما يصرف في العلَّة(4) .
          (سمع: عاصماً الأحول،) والأعمش، وعثمان بن مَوْهَبٍ. /
          روى عنه عَبْدانُ بن عثمان.
          نقل عنه البخاريُّ بالواسطة، في كتاب الصَّلاة [خ¦276] .
          واعلم أنَّ السُّكَّريَّ: هو بضمِّ المهملة، وفتح الكاف المشدَّدة، لا بكسر المهملة، وسكون الكاف، فإنَّ(5) ذلك تصحيف. قال ابن السَّمعانيِّ(6) : إنَّما قيل له ذلك لحلاوة منطقه. قال يحيى بن معين: كان أبو حمزة السُّكَّريُّ من ثقات النَّاس، وكان إذا مرض أحد ممَّن رحل إليه ينظر إلى ما يحتاج إليه من مهمَّاته(7) ، فيأمر بالقيام به، ولم يكن يبيع السُّكَّر، وإنَّما سمِّي السُّكَّريَّ لحلاوة كلامه. نعم قال أبو زُرْعةَ السِّنْجيُّ(8) : إنَّما قيل لأبي حمزة: السُّكَّريُّ؛ لأنَّه يتَّخذ السُّكَّر(9) .
          مات أبو حمزة سنة سبع، أو ثمان وستِّين ومئة.
          قال حامد بن ليث: كان جدِّي يحمل السُّكَّر في كمِّه، فسمِّي السُّكَّريَّ.


[1] جاء في غير (ن) أحمد بن واقد، والمثبت من تهذيب الكمال.
[2] في (ن): (ابن أبي حمزة).
[3] في (ن): (ولا تبيع).
[4] كذا في الأصول، وفي تهذيب الكمال 26/546: بما صرف عنه من العلة.
[5] في غير (ن): (فإذاً).
[6] الأنساب:3/266، ولم أجد لحامد بن ليث ترجمة، بله أن يكون من حفدة المترجم، ووجدت قوله في عمدة القاري دون عزو عند شرحه للحديث رقم (276).
[7] في غير (ن): (الكفاية).
[8] في (ن): (قال أبو الشيخ).
[9] اضربت العبارة في (ن) فتأخر قوله (لأنه يتخذ السكر) إلى آخر قول حامد بن ليث. وتأخر ذكر موت أبي حمزة فيها إلى آخر الترجمة.