غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

محمد بن يوسف بن واقد أبو عبد الله الفريابي

          1254 # محمَّدُ بنُ يوسفَ بنِ واقِد، أبو عبد الله، الفِرْيَابِيُّ _بكسر الفاء، وسكون الرَّاء، ثمَّ مثنَّاة تحتيَّة، آخره موحَّدة_ الضَّبِّيُّ، نزيل قيساريَّة من ساحل الشَّام.
          ثقة، فاضل، مقدَّم في حديث سفيان عن(1) عبد الرَّزاق، ويقال: إنَّه أخطأ في شيء من أحاديث سفيان.
          سمع: الثَّوريَّ، ومالك بن مِغْوَل، وإسرائيل، والأوزاعيَّ، وورقاء بن عمر.
          روى عنه البخاريُّ من غير واسطة في مواضع، أوَّلها: في باب لا يمسك ذكره بيمينه إذا بال، من كتاب الوضوء [خ¦154] .
          واعلم أنَّ الكلاباذيَّ(2) ذكر أنَّ البخاريَّ ذكره في كتاب العلم، وليس كذلك، فإنَّ الذي في كتاب العلم، في باب ما كان النَّبيُّ صلعم يتخوَّلهم هو أبو(3) أحمد البِيْكَنْديُّ، وكذلك المذكور في باب متى يصحُّ سماع الصَّبيِّ، صرَّح بذلك الكرمانيُّ(4) ، ويدلُّ عليه شيوخه، فإنَّ شيوخ أبي أحمد المذكورين في الصَّحيح غير شيوخ أبي عبد الله، وأمَّا سفيان المذكور في باب التَّخوُّل بالموعظة، فهو ابن عيينة، لا الثَّوريُّ، فافهم ذلك.
          قال البخاريُّ: / كان الفريابيُّ من أفضل أهل زمانه، خرجنا من حمص، فاستقبلنا أحمد بن حنبل، وقد فاته الفريابيُّ.
          قال ابن السَّمعانيِّ(5) : رحل النَّاس(6) إلى الفريابيِّ، وكتبوا عنه، وكان مولده سنة [إحدى](7) وعشرين ومئة، وقال أبو حاتم: الفريابيُّ من خيار عباد الله الصَّالحين. وقال الإمام أحمد: سمع الفريابيُّ من الثَّوريِّ بالكوفة، وصحبه. قال: وكتبت أنا عن الفريابيِّ بمكَّة. وقال يحيى بن معين _لمَّا سأله عيسى بن محمَّد الرَّمليُّ، أيُّهما أحبُّ إليك؟ كتاب الفريابيِّ أو كتاب قبيصة_: قال: كتاب الفريابيِّ. وقال ابن أبي حاتم: سألت (أبي) عن الفريابيِّ، فقال: صدوق، ثقة. سألت أبا زرعة عن الفريابيِّ، ويحيى بن اليمان، فقال: الفريابيُّ أحبُّ إليَّ من يحيى بن اليمان.
          قال أبو نصر(8) : وروى عنه البخاريُّ [عنه] أيضاً بواسطة إسحاق غير منسوب، في الصَّلاة [خ¦640] . مات في شهر ربيع الأوَّل، سنة ثنتي عشرة ومئتين.
          تتمَّة:
          واقد: هو بالقاف في الكتب الثَّلاثة، كواقد بن عبد الله، وابن ابن أخيه، وواقد (بن محمَّد)، وجَدِّ الفريابيِّ، وغيرهم، وليس في شيء من الكتب الثَّلاثة وافد، بالفاء، فافهم ذلك.
          تكملة:
          الفِريابيُّ: هو بالموحَّدة، في آخره باء، هذه النِّسبة إلى فارياب، بليدة بنواحي بَلْخ، وينسب إليها بالفريابيُّ، وبالفاريابيِّ أيضاً. قاله ابن السَّمعانيِّ(9) ، وإيَّاك أن تصحِّف، وتقلب الموحَّدة نوناً، فإنَّه نسبة إلى جدِّ أبي بكر محمَّد بن عبد [بن] خالد بن فريان بن فرقد النَّخَعيِّ، قدم بغداد، وحدَّث بها عن قتيبة بن سعيد شيخ البخاريِّ، فإنَّه من طبقة البخاريِّ، وليس له ذكر في الصَّحيح، فتأمَّل.
          [ومحمَّد بن يزيد الرِّفاعيُّ مذكور في هذه التَّرجمة فاعلمه] .


[1] كذا في الأصول وهي بمعنى (على).
[2] الهداية والإرشاد:2/685.
[3] سقطت كلمة (أبو) من الأصول كلها، واستدركت من مصادر ترجمته.
[4] شرح البخاري:2/51.
[5] الأنساب:4/376، وما بين حاصرتين منه.
[6] في (ن) تحريفاً: (رحل إلى الناس إلى الفريابي).
[7] وسقطت من غير (ن) وفي المطبوع من الأنساب: (ست وعشرين) وهو تصحيف لأن المصادر مجمعة على أنه ولد سنة عشرين ومئة أو إحدى وعشرين.
[8] الهداية والإرشاد:2/685.
[9] الأنساب:4/376، وقال: والفيريابي أيضاً بإثبات الياء، وضبط الفاء من الفِرْيابي بالكسر، وانظر نسبة الفرياني (بالنون) بعده:4/378.