غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

محمد بن سلام

          1168 # محمَّدُ بنُ سَلاَم بنِ الفَرَج، أبو عبد الله، السُّلَمِيُّ مولاهم، [البصريُّ،] البخاريُّ، البِيْكَنْدِيُّ، بكسر الموحَّدة، وسكون التَّحتيَّة المثنَّاة، وكاف مفتوحة، فنون ساكنة، فدال مهملة، منسوب إلى بلدة من بلاد ما وراء النَّهر، على مرحلة من بخارى إذا عبرتَ النَّهر. قال ابن السَّمعانيِّ(1) : لها ذكر في الفتوح، وهي بلدة [حسنة] كبيرة كثيرة العلماء، خربت السَّاعة. قال: ولمَّا قصدت إليها لزيارة الشُّهداء، ما وجدت بها إلَّا نفراً يسيراً من التَّراكمة في رباطها، خرج منها جماعة من العلماء، وسمعت أنَّ بها ثلاثة آلاف رباط للغزاة، وقد(2) رأيت بها آثارها(3) ، والأطلال المندرسة.
          [قال ابن نباته في شرح الرِّسالة: فتحها قتيبة بن مسلم الباهليُّ عنوةً، وأصاب بها من الأموال والجواهر ما لم يصبه في غيرها، وكان بها صنم من ذهب، فإذا به خرج منه ألف ألف وخمسون ألف مثقال من الذَّهب] .
          قال الكلاباذيُّ(4) : سمع محمَّدُ بنُ سَلاَمٍ [من]: وكيع، وسفيان بن عيينة، وأبي معاوية، وابنَ فُضيل(5) ، وعَبْدَةَ، وعبد الوهَّاب، وابن عُلَيَّة، ومَخْلَد.
          روى عنه البخاريُّ من غير واسطة في مواضع، أوَّلها: في باب أنا أعلمكم بالله، من كتاب الإيمان [خ¦20] .
          مات يوم الأحد، لسبع خلون من صفر، سنة خمس وعشرين ومئتين.
          واعلم أنَّه مرَّ في ترجمة سلام بن أبي مُطِيع ضبطُ سلام، هل هو بتشديد اللَّام أو تخفيفها؟ وقال الكرمانيُّ(6) : الصَّحيح الذي عليه الاعتماد، ولم يذكر جمهور المحقِّقين غير تخفيف اللَّام في والد محمَّد هذا، وذكر بعضهم أنَّ التَّشديد لحن، وادَّعى صاحب المطالع أنَّ التَّشديد هو رواية الأكثر، فقيل: إنَّها مخالفة المشهور إلَّا أن يريد رواية أكثر شيوخه، انتهى.


[1] في الأنساب:1/434.
[2] في غير (ن): (ولقد).
[3] في غير (ن): (أطلالها).
[4] الهداية والإرشاد:2/653.
[5] في (ن) تصحيفاً: (وأبي فضيل).
[6] شرح البخاري:1/111.