غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

محمد بن الصباح

          1173 # محمَّد بن الصَّبَّاحِ _بشدَّة الموحَّدة_ أبو جعفر، البغداديُّ، البزَّار، الدُّولابيُّ، بضمِّ المهملة، وفي آخرها(1) الموحَّدة. قال ابن السَّمعانيِّ(2) : والصَّحيح في هذه النِّسبة فتح الدَّال، ولكنَّ النَّاس يضمُّونها، وأنشد الأصمعيُّ _من البحر الطَّويل_:
ولو أبصرَتْني يوم دوْلابَ أبصرتْ                     طِعَانَ فتىً في الحرب (غير) ذَميمِ
وضاربةٍ خدًّا كريماً على فتىً                     أَغَرَّ نجيبِ الأمهاتِ كريمِ
          قال: وهذه النِّسبة إلى عمله، أو إلى من كان له الدُّولاب، ونسب جماعة إلى قرية من قرى الرَّي، ويقال لها: دولاب، منها أبو إسحاق الدُّولابيُّ من المشايخ، قال محمَّد بن منصور الأوسيُّ: جئت إلى معروف الكرخيِّ، فعضَّ أنامله، وقال: هاه، لو لحقت أبا إسحاق الدُّولابيَّ، كان ههنا السَّاعة يسلِّم عليَّ. فذهبت أقوم، فقال: اجلس، لعلَّه قد بلغ منزله بالرَّيِّ. قال: وكان أبو إسحاق من أجلَّة الأبدال. قال ابن السَّمعانيِّ: وممَّن ينسب إلى عمل الدُّولاب محمَّد بن [الصَّبَّاح، كان أصله من هراة، مولى لمزينة(3) ، سكن بغداد إلى حين وفاته، وآخر من روى عنه أبو العبَّاس،] إسحاق السَّرَّاج، وكان أحمد(4) يعظِّمه، كان ينزل باب الكَرْخ.
          مأمون ثقة(5) ، حافظ.
          سمع: إسماعيل بن زكريَّا وهشيماً.
          روى عنه البخاريُّ من غير واسطة في مواضع، في الصَّلاة [خ¦823] ، والبيوع [خ¦2118] ، والأطعمة [خ¦5442] .
          مات في المحرَّم، سنة سبع وعشرين ومئتين.


[1] في غير (ن): (وفي آخره).
[2] في الأنساب:2/510، والشعر مع ترجمته فيه، وقد تنازع الأبيات أكثر من شاعر، فنسبها المبرد في الكامل لقطري بن الفجاءة، وذكر صاحب الأغاني أنها تنسب لعمرو القنا، أو لعبيدة بن هلال اليشكري، أو الحبيب بن سهم التميمي، وانظر الأغاني:6/147- 148.
[3] في (ن) تصحيفاً: (لزينة) والتصويب من الأنساب.
[4] أي يعظم محمد بن الصبَّاح، وانظر تهذيب التهذيب:3/593.
[5] في (ن) تصحيفاً: (نفسه).