إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: أما إني أخبر بمكانكم ولكنه يمنعني من الخروج

          6411- وبه قال: (حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ) قال: (حَدَّثَنَا أَبِي) حفص بن غياثٍ قال: (حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ) سليمان بنُ مهران (قال: حَدَّثَنِي) بالإفراد (شَقِيقٌ) أبو وائل بن سلمة (قَالَ: كُنَّا نَنْتَظِرُ عَبْدَ اللهِ) يعني: ابنَ مسعودٍ ☺ (إِذْ جَاءَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ) العبسيُّ الكوفيُّ التَّابعيُّ، وليس له في «الصَّحيحين» ذكرٌ إلَّا في هذا الموضع (فَقُلْنَا) له: (أَلَا) بالتَّخفيف (تَجْلِسُ) يا يزيدُ (قَالَ: لَا وَلَكِنْ أَدْخُلُ) منزلَ ابن مسعودٍ (فَأُخْرِجُ إِلَيْكُمْ(1) صَاحِبَكُمْ) عبد الله بن مسعودٍ (وَإِلَّا) أي: وإنْ لم أُخرجه (جِئْتُ أَنَا فَجَلَسْتُ) معكم، وفي مسلمٍ من طريق أبي معاوية عن الأعمشِ عن شقيق: «فقلنا: أعلمْه بمكاننا، فدخلَ عليه» (فَخَرَجَ عَبْدُ اللهِ) بن مسعودٍ (وَهْوَ آخِذٌ بِيَدِهِ) بيدِ يزيد (فَقَامَ عَلَيْنَا، فَقَالَ) جوابًا لقولهم: «وددنا أنَّك لو ذكَّرتنا كلَّ يومٍ» كما مرَّ في «العلم» [خ¦68] (أَمَا) بالتَّخفيف (إِنِّي أَخْبَرُ) بفتح الهمزة والموحدة (بِمَكَانِكُمْ وَلَكِنَّهُ يَمْنَعُنِي مِنَ الخُرُوجِ إِلَيْكُمْ) للموعظةِ (أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم كَانَ يَتَخَوَّلُنَا) بالخاء المعجمة، يتعهَّدُنا (بِالمَوْعِظَةِ فِي الأَيَّامِ) يعني: يذكِّرنا أيَّامًا، ويتركنا أيَّامًا (كَرَاهِيَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا) أي: أن تقع منا السَّآمةُ رفقًا منه صلعم بنا، وحسنًا في التَّوصل إلى تعليمنا؛ لنأخذ عنه بنشاطٍ، فإنَّ التَّعليم بالتَّدريج أدعى إلى الثَّبات، وضمَّن «السَّآمة» معنى المشقَّة فعدَّاها بـ «على»، والله الموفِّق.
          هذا آخرُ «كتاب الدُّعاء» فرغَ منه مؤلِّفه أحمد(2) القسطلانيُّ بعد صلاة العشاء في اللَّيلة المسفر صباحها عن يوم الأربعاء الثَّامن والعشرين(3) من(4) جمادى الآخرة سنة أربع عشرة(5) وتسع مئةٍ، أعانه الله على إتمامهِ، ونفع به، والحمد لله وصلى الله على سيدنا محمَّد وآله وصحبه وسلَّم‼.


[1] في (ع): «لكم».
[2] في (ص) زيادة: «بن».
[3] في (ب): «ثامن عشري»، وفي (د) و(ص) و(ع) و(ل): «ثامن عشرين».
[4] «من»: ليست في (د).
[5] «عشرة»: ليست في (د).