إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته

          6378- 6379- وبه قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد (مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ) بالموحدة والمعجمة المشدَّدة، ابن عثمان العبديُّ مولاهم الحافظ بُنْدَار قال: (حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ) بضم المعجمة وسكون النون وفتح المهملة آخره راء، محمَّد بن جعفر قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بن الحجَّاج (قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ) بن دِعامة (عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ) وهي: أمُّ أنسٍ ♥ (أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَسٌ خَادِمُكَ، ادْعُ اللهَ لَهُ، قَالَ) صلعم : (اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ) فكان أكثر الصَّحابة أولادًا، قاله النَّوويُّ، وقال ابن قُتيبة في «المعارف»: كانَ بالبصرةِ ثلاثة ما ماتوا حتَّى رأى كلُّ واحدٍ منهم من ولدِه مئة ذَكَرٍ لصلبه: أبو بكرةَ، وأنسٌ، وخليفةُ بن بدرٍ(1)، وزاد غيره رابعًا وهو: المهلَّبُ بن أبي صفرة (وَبَارِكْ لَهُ فِيمَا أَعْطَيْتَهُ) هذا أعمُّ من المال والولدِ، فيتناولُ العلم والدِّين، وعند التِّرمذيِّ بإسنادٍ رجالُه ثقاتٌ: «أنَّه كان له بستانٌ تأتي منه في كلِّ سنةٍ الفاكهة مرَّتين، وكان فيه ريحانٌ يجيءُ منه ريحُ المسك».
          (وَعَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ) أي: ابن أنسٍ، أي: بالسَّند(2) المذكورِ إلى قتادة، فالواو عطفٌ عليه قال: (سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، مِثْلَهُ) أي: الحديث السَّابق، وأخرجهُ الإسماعيليُّ من رواية حجَّاج بن محمَّدٍ عن شعبة، عن قتادةَ، عن هشام بن زيدٍ جميعًا عن أنسٍ، ولأبي ذرٍّ: ”بمثلهِ“ بزيادة الموحدة، فغُنْدر عن شعبةَ جعلَ الحديث من مسندِ أمِّ سُليمٍ، وكذا هو عند التِّرمذيِّ عن محمَّد بن بشَّارٍ عن غندرٍ. وقال: حسنٌ صحيحٌ. وكذا عند الإمام أحمدَ عن حجَّاج بن محمَّد وعن محمَّد بن جعفر، كلاهما عن شعبة. وأخرجه المؤلِّف في «باب دعوة النَّبيِّ صلعم لخادمهِ بطولِ العمر» [خ¦6344]، من طريق حَرَمي بن عُمَارة، عن شعبة، عن قتادة، عن أنسٍ قال: قالت أمِّي أمُّ سُليمٍ / . فظاهره: أنَّه من مسند أنسٍ، وهذا الاختلاف لا يضرُّ فإنَّ أنسًا حضرَ ذلك.
          والحديثُ سبق قريبًا.


[1] في (د): «خليفة بن زيد».
[2] «أي بالسند»: ليست في (د).