إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: اللهم إني أعوذ بك من الكسل

          6371- وبه قال: (حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ)‼ بفتح الميمين بينهما مهملة ساكنة، المِنْقَريُّ المقعد البصريُّ الحافظ قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَارِثِ) بن سعيدٍ البصريُّ (عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ) البُنَانيِّ الأعمى (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ☺ ) أنَّه (قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلعم يَتَعَوَّذُ) حال كونهِ (يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الكَسَلِ) سقط من أصل «اليونينيَّة»: «بك» من قوله: «أعوذ بك من الكسل»(1) (وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَرَمِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ البُخْلِ) وليس في هذا الحديث ما ترجم به لكنَّه _كما قال في «الفتح»_ أشار بذلك إلى أنَّ المراد بأرذلِ العُمر في حديث سعد بن أبي وقَّاصٍ السَّابق في الباب قبلهُ [خ¦6370] «الهرم» الَّذي في هذا الحديث المفسَّر بالشَّيخوخة(2) وضَعْفِ(3) القوَّة والعقل والفهم، وتناقص الأحوال من الخرف(4) وضعفِ الفكر.
          قال في «شرح المشكاة»: المطلوبُ _عند المحقِّقين_ من العمر التَّفكُّر في آلاءِ الله ونَعْمائه تعالى مِنْ خَلْقِ الموجودات، فيقوموا بواجب(5) الشُّكر بالقلبِ والجوارحِ، والخرفُ الفاقدُ لهما فهو كالشَّيء الرَّديء الَّذي لا يُنتفع به، فينبغي أن يُستعاذ منه(6).


[1] قوله: «سقط من أصل اليونينيَّة: ”بك“ من قوله: أعوذ بك من الكسل»: ليس في (ع) و(د).
[2] في (ص) و(ع) زيادة: «والهرم».
[3] في (د): «ضعف».
[4] في (د): «الحزن».
[5] في (ص) و(ع) و(د): «فيقيموا بمواجب». والمثبت موافق للعمدة وشرح المشكاة.
[6] هكذا العبارة في «الكاشف عن حقائق السنة» للطيبي(3/1058).