إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: قولوا: اللهم صل على محمد عبدك ورسولك

          6358- وبه قال: (حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ) بالحاء المهملة والزاي، ابن محمَّد بن حمزة بنِ مصعبِ ابن الزُّبير بنِ العوَّام، أبو إسحاق القرشيُّ الأسديُّ الزُّبيريُّ المدنيُّ، والد مصعب بن إبراهيم قال: (حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ) عبد العزيز، واسم أبي حازمٍ: سلمة بن دينار المدنيُّ (وَالدَّرَاوَرْدِيُّ) بفتح الدال المهملة والراء وبعد الألف واو مفتوحة فراء ساكنة فدال مهملة مكسورة، عبد العزيز بن محمَّدٍ (عَنْ يَزِيدَ) من الزِّيادة، ابن عبدِ الله بن أسامة بنِ الهاد، اللَّيثيِّ (عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَبَّابٍ) بفتح الخاء المعجمة وتشديد الموحدة وبعد الألف موحدة أخرى، الأنصاريِّ (عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ) ☺ ، أنَّه (قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا السَّلَامُ عَلَيْكَ) أي: قد عرفناه (فَكَيْفَ نُصَلِّي) أي: عليك (قَالَ: قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى(1) آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ‼ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ) بإسقاطِ «على» في «آل» في الموضعين، وإثبات: «إبراهيم» في الموضعين. نعم الَّذي في «اليونينيَّة» في قوله: ”وبارك على(2) محمَّدٍ وعلى آل محمَّدٍ“ بإثبات ”على“ بخلاف الحديث الأوَّل فأسقطها في(3) الموضعين. وسبق أنَّ بعض الرُّواة حفظ ما لم يحفظْه الآخرُ فلا حاجةَ إلى القول بأنَّ ذكر الآلِ مقحمٌ على روايةِ الحديث الأوَّل كما لا يخفى.
          فإن قلتَ: لم قال: «كما صلَّيت على إبراهيم»، ولم يقل: على موسى؟ أجاب المرجانيُّ: بأنَّ موسى كان التَّجلِّي لهُ بالجلالِ فخرَّ موسى صعقًا، والخليلُ كان التَّجلي له بالجمالِ؛ لأنَّ المحبَّة والخلَّة من آثار التَّجلِّي بالجمال، فلذا أمرَ نبيُّنا صلعم أن نصلِّي عليه كما صلَّى الله على إبراهيم لنسأل له التَّجلِّي بالجمال، وهذا لا يقتضِي التَّسوية بينه وبين الخليلِ في الوصف الَّذي هو التَّجلِّي بالجمالِ، فإنَّ الحقَّ سبحانه يتجلَّى بالجمال لشخصين بحسبِ مقامهما(4)، وإن اشتركا في وصفِ التَّجلِّي بالجمال، فيتجلَّى لكلِّ واحدٍ منهما بحسبِ مقامه عنده ومكانتهِ. انتهى.


[1] «على»: ليست في (ب).
[2] «وبارك على»: ليست في (د).
[3] في (ع) و(د) زيادة: «آل في».
[4] في (ص): «مقاميهما».