إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: اسقنا يا سهل

          5637- وبه قال: (حَدَّثَنَا سَعِيدُ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ) سالم الجُمَحِيُّ مَولاهم المصريُّ(1)، ونسبه لجدِّه واسم أبيه: محمد بنُ الحكم بنِ أبي مريم(2) قال: (حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ) بالغين المعجمة المفتوحة والسين المهملة المشددة، محمد بن مُطَرِّف؛ بضم الميم وفتح المهملة وتشديد الراء المكسورة بعدها فاء (قَالَ: حَدَّثَنِي) بالإفراد (أَبُو حَازِمٍ) بالحاء المهملة والزاي، سلمة بن دينار (عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ) الساعدي ( ☺ ) أنَّه (قَالَ: ذُكِرَ) بضم المعجمة وكسر الكاف (لِلنَّبِيِّ صلعم امْرَأَةٌ مِنَ العَرَبِ) هي الجُوْنِيَّة _بضم الجيم وسكون الواو وكسر النون_ واسمُها فيما قيل: أميمةُ، فأراد أن يتزوَّجها (فَأَمَرَ أَبَا أُسَيْدٍ) بضم الهمزة وفتح المهملة، مالكَ بن ربيعة (السَّاعِدِيَّ) ☻ (أَنْ يُرْسِلَ إِلَيْهَا) من يأتي بها‼ (فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا، فَقَدِمَتْ فَنَزَلَتْ فِي أُجُمِ بَنِي سَاعِدَةَ) بضم الهمزة والجيم، بناء يُشبه القصرَ، وهو من حصون المدينة (فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلعم حَتَّى جَاءَهَا فَدَخَلَ عَلَيْهَا) الأُجُمَ (فَإِذَا امْرَأَةٌ مُنَكِّسَةٌ) بكسر الكاف المشددة (رَأْسَهَا، فَلَمَّا كَلَّمَهَا النَّبِيُّ صلعم ) وفي «كتاب الطَّلاق»: قال: «هبي نفسكِ لي» [خ¦5255] (قَالَتْ) لشقائها: (أَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ، فَقَالَ) صلعم : (قَدْ أَعَذْتُكِ مِنِّي) الحقِي بأهلكِ (فَقَالُوا لَهَا: أَتَدْرِينَ(3) مَنْ هَذَا؟ قَالَتْ: لَا، قَالُوا: هَذَا رَسُولُ اللهِ صلعم جَاءَ لِيَخْطُبَكِ. قَالَتْ: كُنْتُ أَنَا(4) أَشْقَى مِنْ ذَلِكَ) يعني: لِمَا فاتها من التَّزوج بهِ صلعم (فَأَقْبَلَ النَّبِيُّ صلعم يَوْمَئِذٍ حَتَّى جَلَسَ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ) موضع المبايعةِ بالخلافةِ لأبي بكر الصِّدِّيق ☺ (هُوَ وَأَصْحَابُهُ، ثُمَّ قَالَ) صلعم : (اسْقِنَا يَا سَهْلُ) قال سهل: (فَخَرَجْتُ لَهُمْ بِهَذَا القَدَحِ) وللأَصيليِّ وأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: ”فأخرجت لهم هذا القدح“ (فَأَسْقَيْتُهُمْ فِيهِ) قال أبو حازم: (فَأَخْرَجَ لَنَا(5) سَهْلٌ ذَلِكَ القَدَحَ) الَّذي شربَ منه صلعم (فَشَرِبْنَا مِنْهُ) تبرُّكًا به صلعم (قَالَ: ثُمَّ اسْتَوْهَبَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ بَعْدَ ذَلِكَ) لمَّا كان أميرًا بالمدينةِ _زادها الله شرفًا، ورزقني الوفاةَ بها في عافيةٍ بلا محنةٍ_ من سهلٍ (فَوَهَبَهُ لَهُ) قال في «الفتح» / : وليستِ الهبة حقيقية بل من جهةِ الاختصاصِ.
          وهذا الحديث أخرجه مسلمٌ في «الأشربةِ».


[1] في (م) و(د): «البصري».
[2] في (م) زيادة: «وبه».
[3] في (م): «أتدري».
[4] «أنا»: ليست في (م) و(د).
[5] في (م): «لهم».