إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: أقنت النبي في الصبح؟قال: نعم

          1001- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ) هو ابن مسرهَدٍ (قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ) السَّختياني (عَنْ مُحَمَّدٍ) ولأبي ذرٍّ: ”عن محمَّد بن سيرين“ (قَالَ: سُئِلَ أَنَسٌ) ولأبي ذرٍّ والأَصيليٍّ: ”سُئِلَ(1) أنسُ بن مالكٍ“: (أَقَنَتَ النَّبِيُّ صلعم فِي) صلاة (الصُّبْحِ؟ قَالَ: نَعَمْ) قنت فيها (فَقِيلَ: أَوَقَنَتَ) بهمزة استفهامٍ فواوٍ عاطفةٍ، ولغير أبوي ذرٍّ والوقت والأَصيليِّ: ”فقيل له: أَوَقنت؟(2)“ وزاد في رواية أبوي ذرٍّ والوقت: ”أَوْ قلتُ؟(3)“ وللكُشْمِيْهَنِيِّ: ”أَقَنَتَ؟“ بغير واوٍ (قَبْلَ الرُّكُوعِ؟ قَالَ:) قَنَتَ (بَعْدَ الرُّكُوعِ يَسِيرًا) أي: شهرًا كما في رواية عاصم التَّالية‼ لهذه، وهي تردُّ على البرماويِّ حيث قال كالكِرمانيِّ، أي: زمانًا قليلًا بعد الاعتدال التَّامِّ، وقد صحَّ أنَّه «لم يزل يقنت في الصُّبح حتَّى فارق الدُّنيا» رواه عبد الرَّزَّاق والدَّارقُطنيُّ وصحَّحه الحاكم، وثبت عن أبي هريرة أنَّه كان يقنت في الصُّبح في حياة النَّبيِّ صلعم وبعد وفاته، وحكى العراقيُّ أنَّ(4) ممَّن قال به من الصَّحابة(5) في الصُّبح: أبا بكر، وعمر، وعثمان، وعليًّا، وأبا موسى الأشعريَّ، وابن عبَّاس، والبراء، ومن التَّابعين: الحسن البصريَّ، وحميدًا الطَّويل، والرَّبيع بن خُثَيم(6)، وسعيد بن المسيَّب، وطاوسًا، وغيرهم، ومن الأئمَّة: مالكًا، والشَّافعيَّ، وابنَ مهديٍّ، والأوزاعيَّ، فإن قلت: رويَ أيضًا(7) عن الخلفاء الأربعة وغيرهم أنَّهم لم يكونوا(8) يقنتون، أُجيب(9) بأنَّه إذا تعارض إثباتٌ ونفيٌ قُدِّمَ الإثباتُ على النَّفي.


[1] «سُئِلَ»: ليس في (ص).
[2] «أوقنت؟»: ليس في (م).
[3] زيد في (د) و(م): «له»، وليس بصحيحٍ.
[4] في (د): «أنَّه»، ثمَّ ارتفعت الأسماء بعد ذلك.
[5] «من الصَّحابة»: ليس في (ص) و(م).
[6] في (ب) و(د) و(س): «خيثم»، وهو تصحيفٌ.
[7] في (د): «أيضًا رويَ».
[8] في (د) و(س): «ما كانوا».
[9] في (ص): «وأجيب».