إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث عبادة: رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة

          6987- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ) بالموحدة والمعجمة المشددة المعروف ببُنْدَار قال: (حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ) هو: محمَّد بن جعفرٍ قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بن الحجَّاج (عَنْ قَتَادَةَ) بن دِعامة السَّدوسيِّ (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ) ☺ (عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ) ☺ (عَنِ النَّبِيِّ صلعم ) أنَّه(1) (قَالَ: رُؤْيَا المُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ) وقد سبقَ ما في ذلك قريبًا [خ¦6983] قال الغزاليُّ: لا تظنَّ أنَّ تقدير النَّبيِّ صلعم يجرِي على لسانهِ كيفما اتَّفق، بل لا ينطقُ إلَّا بحقيقةِ الحقِّ، فقولهُ(2): «رؤيا المؤمن جزءٌ من ستَّةٍ وأربعين جزءًا من النُّبوَّة» فإنَّه تقدير تحقيق(3)، لكن ليس في قوَّة غيره أن يعرفَ علَّة تلك النِّسبة إلَّا بتخمين؛ لأنَّ النُّبوَّة عبارةٌ عمَّا يختصُّ به النَّبيُّ(4) ويفارقُ به غيره، وهو مختصٌّ بأنواعٍ من الخواصِّ كلُّ واحدٍ منها(5) يمكنُ انقاسمه إلى أقسامٍ بحيث يمكننا أن نقسمَها إلى ستَّة وأربعين‼ جزءًا بحيث تقعُ الرُّؤية الصَّحيحة جزءًا من جملتها، لكنَّه(6) لا يرجع إلَّا إلى الظَّنِّ والتَّخمين لا أنَّه الَّذي أراده(7) النَّبيُّ صلعم حقيقةً(8).
          تنبيه: قال في «فتح الباري»: خالف قتادة غيره فلم يذكروا عبادة بن الصَّامت في السَّند.
          والحديث أخرجه مسلمٌ في «التَّعبير» والتِّرمذيُّ والنَّسائيُّ في «الرُّؤيا».


[1] «أنه»: ليست في (د).
[2] في (د): «كقوله».
[3] في (س) و(ص): «... من النبوة تقدير تحقق».
[4] في (ع): «الشرع».
[5] في (ع) و(ص) و(د): «مما».
[6] في (ع): «لكن».
[7] في (ع) و(ص): «أراد به».
[8] في (ع) زيادة: «أخرى».