التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: من آتاه الله مالًا فلم يؤد زكاته مثل له يوم القيامة شجاعًا

          1403- قوله: (حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ الْقَاسِمِ): كذا في أصلنا، وهو خطأ محضٌ، ولا أعلم في الكتب السِّتَّة راويًا يُقَال له: هشام بن القاسم، وإنَّما هو هاشم بن القاسم، أبو النَّضر الحافظ، قيصر، عنِ ابنِ أبي ذئب وعكرمةَ بنِ عمَّار، وعنه: أحمدُ والحارث ابن أبي أسامة، ثقةٌ صاحب سُنَّة، تفتخر(1) به بغدادُ، تُوفِّيَ سنة سبعٍ ومئتين، وله ثلاثٌ وسبعون سنةً، أخرج له الجماعة، ذكره في «الميزان» تمييزًا، لا هاشم بن القاسم الحرَّانيُّ، ذاك يروي عن عتَّابِ بن بشير وابنِ وَهْب، روى عنه: ابن ماجه وأبو عَروبة، تُوفِّي سنة ░260هـ▒، أخرج له ابن ماجه فقط، له ترجمةٌ في «الميزان».
          قوله: (عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ): تقدَّم مرارًا أنَّه ذكوانُ، أبو صالح السَّمَّان والزَّيَّات، من الأئمَّة الثِّقات، تقدَّم مُترجَمًا [خ¦9]، و(أَبُو هُرَيْرَةَ): عبدُ الرَّحمن بن صخر، على الأصحِّ من نحو ثلاثين قولًا.
          قوله: (مَنْ آتَاهُ اللهُ مَالًا): (آتاه)؛ بمدِّ الهمزة: أعطاه، وهذا غاية في الظُّهور.
          قوله: (شُجَاعًا أَقْرَعَ): (الشُّجاع): الحيَّة الذَّكَر، وقيل: بل كلُّ حيَّة، بضمِّ الشين، وقد تُكسَر، والجمع: شُجعان _بضمِّ الشِّين وكسرِها_ وأشجعة، ويُقَال أيضًا للواحد: أشجع، قال في «المطالع» بعد أن ذكر ما ذكرته: (وبالرَّفع ضبطناه، وهي رواية الأطرابلسيِّ في «الموطَّأ»، ولغيره: «شجاعًا»، كأنَّه مفعول ثانٍ)، قال: (والأوَّل: «الكنز» المذكور قبلُ، وهو أظهر، ويكون [مُثِّل] بمعنى: صُيِّر وجُعِل كنزُه بهذه الصِّفة، كما جاء في حديث آخر: «يجيء كنزُ أحدِكم شجاعًا» [خ¦4659]) انتهى.
          و(الأقرع): معروف، وهو الذي لا شعَرَ على رأسه، يريد: حيَّة قد تمعَّط جلد رأسه؛ لكثرة سمِّه وطول عمره، والله أعلم.
          وإنَّما جاء الكنز يوم القيامة شجاعًا؛ لأنَّ الكنز غالبًا إنَّما يكون مدفونًا في الأرض، وكذا الحيَّة غالبًا / تكون فيها، والله أعلم.
          قوله: (لَهُ زَبِيبَتَانِ): كتثنية (زَبِيبة)، قيل: زَبَدتان في جانبي شدقه كما يكون للإنسان من كثرة الكلام، وقال الدَّاوديُّ: هما نابان يخرجان مِن فِيهِ، وقيل: هما نقطتان سوداوان فوق عينيه، وهي علامة نكارته، ولا يعرفه أهل اللُّغة، انتهى كلام «المطالع».
          قوله: (يُطَوَّقُهُ): هو بضمِّ أوَّله، وفتحِ الواو مشدَّدةً، مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله.
          قوله: (ثُمَّ يَأْخُذُ بِلِهْزِمَتَيْهِ؛ يَعْنِي: شِدْقَيْهِ): (اللِّهزمتان)؛ بكسر اللَّام، وإسكان الهاء، ثمَّ زاي مكسورة، والباقي معروف، وهو كما فسَّره: الشِّدْقان، وقال الخليل: (هما مضغتان في أصل الحنك)، و[قيل]: عند منحنى اللَّحيين أسفل من الأذنين، وقيل: بين الماضغ والأذن، وكلُّه متقارب.


[1] في (ج): (تفخر).