شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب: قول الرجل: لولا الله ما اهتدينا

          ░7▒ بَابُ: قَوْلِ الرَّجُلِ: لَوْلا اللهُ مَا اهْتَدَيْنَا.
          فيهِ: البَرَاءُ، قَالَ: (كَانَ النَّبيُّ ◙ يَنْقُلُ مَعَنَا التُّرَابَ يَوْمَ الأحْزَابِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ وَارَى التُّرَابُ بَيَاضَ بَطْنِهِ، يَقُولُ: لَوْلا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا نَحْنُ وَلا تَصَدَّقْنَا وَلا صَلَّيْنَا). [خ¦7236]
          لولا عند العرب يمتنع بها الشَّيء لوجود غيره يقول: لولا زَيْدٌ ما صرت إليك: أي كان مصيري إليك من أجل زَيْدٍ، وكذلك قوله: / (لَوْلَا اللهُ مَا اهْتَدَيْنَا).
          أي كان هدانا من أجل هداية الله لنا فوجود الهدى منع وقوع الضَّلال، وذلك كلُّه من فعل الله بعباده فلا يفعل العبد الطَّاعة ولا يجتنب المعصية إلَّا بقدر الله وقضائه على العبد.