شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب تمني القرآن والعلم

          ░5▒ بَابُ: تَمَنِّي القُرْآنِ وَالعِلْمِ.
          فيهِ: أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ النَّبيُّ صلعم: (لَا تَحَاسُدَ إِلَّا في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ القُرْآنَ فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، فَيَقُولُ: لَوْ أُوتِيْتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ لَفَعَلْتُ مِثْلَ مَا يَفْعَلُ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالًا يُنْفِقُهُ في حَقِّهِ، يَقُولُ: لَوْ أُوتِيْتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ لَفَعَلْتُ(1) مِثْلَ مَا يَفْعَلُ). [خ¦7232]
          هذا مِن الحسد الحلال، والحاسد فيه مشكورٌ لأنَّه إنَّما حسدَه على العمل بالقرآن والعلم، وحسد صاحب المال على نفقتِه له في حقِّه فلم يقع الحسد على شيءٍ مِن أمور الدُّنيا، وإنَّما وقع على ما يُرضي الله ╡ ويُقَرِّبُ منه، فلذلك كان تمنِّيه حسنًا، وكذلك تمنِّي سائر أبواب الخير إنَّما يجوز منها(2) ما كان في معنى هذا الحديث إذا خلصت النِّيَّة في ذلك لله ╡، وخلص ذلك مِن البغي والحسد.


[1] قوله: ((كَمَا يَفْعَلُ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا يُنْفِقُهُ في حَقِّهِ، يَقُولُ: لَوْ أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ لَفَعَلْتُ مِثْلَ مَا)) ليس في (ت) و(ص).
[2] في (ت) و (ص): ((منه)).