عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب حلب الإبل على الماء
  
              

          ░16▒ (ص) باب حَلَبِ الإِبِلِ عَلَى الْمَاءِ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيان حَقيَّة حَلب الإبل على الماء، (الحَلَب) بفتح اللام يقال: حلبت الناقة والشاة أَحلبُها حَلَبًا؛ بفتح اللام، وقال الجَوْهَريُّ: الحَلَب بالتحريك اللبن المحلوب، والحَلَب أيضًا مصدر.
          قوله: (عَلَى الْمَاءِ) قال بعضهم: أي: عند الماء.
          قُلْت: لم يذكر أحدٌ مِن أهل اللغة والعربية أنَّ (على) تجيء بمعنى (عند) بل (على) ههنا بمعنى الاستعلاء، بمعنى على ما يقرب منه؛ كما في قوله تعالى: {أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى}[طه:10] معناه: على ما يقرب مِنَ النار، وهنا معناه: حَلَب الإبل على ما يقرب مِنَ الماء؛ يعني: على مكانٍ قريبٍ مِنَ الماء الذي تُورَدُ إليه للسقي.