عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب: وكالة الشاهد والغائب جائزة
  
              

          ░5▒ (ص) بابٌ وَكَالَةُ الشَّاهِدِ وَالْغَائِبِ جَائِزَةٌ.
          (ش) أي: هذا بابٌ يُذكَرُ فيه وَكَالة الشاهد _أي: الحاضر_ ووكالة الغائب جائزة.
          قوله: (وَكَاَلة) بالرفع مبتدأ، وقوله: (وَالْغَائِبِ) عطف على (الشَّاهِدِ)، وقوله: (جَائِزَةٌ) خبر المبتدأ.
          (ص) وَكَتَبَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو إِلَى قَهْرَمَانِهِ وَهُوَ غَائِبٌ عَنْهُ، أَنْ يُزَكِّيَ عَنْ أَهْلِهِ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ.
          (ش) (عَبْدُ اللهِ) قال بعضهم: هو ابن عَمْرو بن العاص، وقال الكَرْمَانِيُّ: «عبد الله» هو ابن عُمَر بن الخَطَّاب، ورأيت النُّسَخ فيه مختلفة، ففي بعضها: <عبد الله بن عَمْرو> بالواو، وفي بعضها: <عبد الله بن عُمَر> بلا واو.
          قوله: (إِلَى قَهْرَمَانِهِ) (القَهْرَمان) بفتح القاف وسكون الهاء وفتح الراء وتخفيف الميم وفي آخره نون، وهو خادمُ الشخص القائمُ بقضاء حوائجه، وهو لغة فارسيَّة.
          قوله: (وَهُوَ غَائِبٌ عَنْهُ) أي: والحال أنَّ قَهرمانَه غائبٌ عَن عبد الله.
          قوله: (أَنْ يُزَكِّيَ) أراد به أن يزكِّيَ زكاة الفطر.
          (عَنْ أَهْلِهِ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ) وهذا يدلُّ على شيئين؛ أحدهما: جواز توكيل الحاضر الغائب، ويجيء الكلام فيه عن قريبٍ، والآخر: وجوب صدقة الفطر على الرجل عَن أهله الصغير والكبير، وهذا ظاهر الأثر، وفيه تفصيلٌ وخلاف قد مرَّ في (باب صدقة الفطر).